210

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

فقام الحباب بن المنذر بن الجموح فقال : يا معشر الأنصار املكوا عليكم أمركم ، فإن الناس في ظلكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ، ولا يصدر أحد إلا عن رأيكم . أنتم أهل العزة والمنعة ، وأولوا العدد والكثرة ، وذووا البأس والنجدة ، وإنما ينظر الناس ما تصنعون ، فلا تختلفوا فتفسد عليكم أموركم ، فإن أبى هؤلاء إلا ما سمعتم ؛ فمنا أمير ومنهم أمير .

فقال عمر : هيهات ! لا يجتمع سيفان في غمد ، والله لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم ، ولا تمتنع العرب أن تولي أمرها من كانت النبوة منهم ، من ينازعنا سلطان محمد ، ونحن أولياؤه وعشيرته ! فقال الحباب بن المنذر : يا معشر الأنصار ، املكوا أيديكم ، ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه ؛ فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر ، فإن أبوا عليكم فأجلوهم من هذه البلاد ، فأنتم أحق بهذا الأمر منهم ، فإنه بأسيافكم دان الناس بهذا الدين ؛ أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، أنا أبو شبل في عريسة الأسد ، والله إن شئتم لنعيذنها جذعة ، فقال عمر : إذن يقتلك الله ، قال : بل إياك يقتل .

فقال أبو عبيدة : يا معشر الأنصار ؛ إنكم أول من نصر وآزر ، فلا تكونوا أول من بدل وغير .

فقام بشير بن سعد ، والد النعمان بن بشير فقال : يا معشر الأنصار ؛ ألا إن محمدا من قريش ، وقومه أولى به ، وايم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر .

فقال أبو بكر : هذا عمكر وأبو عبيدة بايعوا أيهما شئتم ، فقالا : والله لا نتولى هذا الأمر عليك وأنت أفضل المهاجرين ، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة - وهي أفضل الدين - ابسط يدك . فلما بسط يده ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه ، فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير ، عققت عقاق ! أنفست على ابن عمك الإمارة ! فقال أسيد بن حضير رئيس الأوس لأصحابه : والله لئن لم تبايعوا ليكونن للخزرج عليكم الفضيلة أبدا . فقاموا فبايعوا أبا بكر .

فانكسر على سعد بن عبادة والخزرج ما اجتمعوا عليه ، وأقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل جانب ، ثم حمل سعد بن عبادة إلى داره ، فبقي أياما ، وأرسل إليه أبو بكر ليبايع ، فقال : لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي ، وأخضب سنان رمحي ، وأضرب بسيفي ما أطاعني ، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن تبعني ، ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي .

Shafi 24