211

Sharhin Nahjul Balagha

شرح نهج البلاغة

Editsa

محمد عبد الكريم النمري

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1418 AH

Inda aka buga

بيروت

فقال عمر : لا تدعه حتى يبايع ، فقال بشير بن سعد : إنه قد لج ، وليس بمبايع لكم حتى يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل معه أهله وطائفة من عشيرته ، ولا يضركم تركه ؛ إنما هو رجل واحد ، فتركوه ، وجاءت أسلم فبايعت ، فقوي بهم جانب أبي بكر ، وبايعه الناس .

وفي كتب غريب الحديث في تتمة كلام عمر : فأيما رجل يبايع رجلا بغير مشورة من الناس فلا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا .

قالوا : غرر تغريرا وتغرة . كما قالوا : حلل تحليلا وتحلة ، وعلل تعليلا وتعلة ، وانتصب تغرة ههنا لأنه مفعول له ؛ ومعنى الكلام أنه إذا بايع واحد آخر بغتة عن غير شورى ، فلا يؤمر واحد منهما ، لأنهما قد غررا بأنفسهما تغرة ، وعرضاهما لأن تقتلا .

وروى جميع أصحاب السيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي كان أبو بكر في منزله بالسنح ، فقام عمر بن الخطاب فقال : ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يموت حتى يظهر دينه على الدين كله ، وليرجعن ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ممن أرجف بموته ، لا أسمع رجلا يقول : مات رسول الله إلا ضربته بسيفي . فجاء أبو بكر وكشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : بأبي وأمي ! طبت حيا وميتا ، والله لا يذيقك الله الموتتين أبدا ، ثم خرج والناس حول عمر ، وهو يقول لهم : إنه لم يمت ، ويحلف ، فقال له : أيها الحالف ، على رسلك ! ثم قال : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، قال الله تعالى : ' إنك ميت وإنهم ميتون ' ، وقال : ' أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ' ، قال عمر : فوالله ما ملكت نفسي حيث سمعتها أن سقطت إلى الأرض ، وعلمت أن رسول الله صلى الله عليه قد مات .

وقد تكلمت الشيعة في هذا الموضع ، وقالوا : إنه بلغ من قلة علمه أنه لم يعلم أن الموت يجوز على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه أسوة بالأنبياء في ذلك ، وقال : لما تلا أبو بكر الآيات ، أيقنت الآن بوفاته . كأني لم أسمع هذه الآية ، فلو كان يحفظ القرآن أو يتفكر فيه ، ما قال ذلك ، ومن هذه حاله لا يجوز أن يكون إماما .

وأجاب قاضي القضاة رحمه الله تعالى في المغني عن هذا فقال : إن عمر لم يمنع من جواز موته عليه السلام ، ولا نفى كونه ممكنا ، ولكنه تأول في ذلك قوله تعالى : ' هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ' ، وقال : كيف يموت ولم يظهر صلوات الله عليه على الدين كله ! فقال أبو بكر : إذا ظهر دينه فقد ظهر هو ، وسيظهر دينه بعد وفاته .

Shafi 25