الشرح: أما تعلق هذا بما قبله فظاهر، لأن غرضه كان فيما قبله بيان أن الأمراض بطبيعتها تستحق أن تبقى مدة، وأن بعضها بطبيعته يستحق أن يبقى مدة، وأن بعضها بطبيعته يستحق أن يكون أطول من بعض. وها هنا يبين أنها تختلف في ذلك أيضا لأمر خارج عن طبيعتها، وذلك الأمر إما أن يكون طبيعيا، وإما أن يكون مرضيا. مثال الطبيعي: أوقات السنة، فإن الأمراض A قد تقصر وتطول بحسبها؛ ومثل على ذلك بالأمراض الطويلة، ومثل بالربع من حملتها، لأن ظهور الاختلاف فيها بحسب أوقات السنة أبين من غيرها. والربع حمى تحدث من عفونة السوداء، إما داخل العروق وتسمى الربع اللازمة، ووجودها نادر؛ وإما خارج العروق وتسمى الربع الدائرة. ونقول إن من شأن الصيف أن يقصر فيه مدد الأمراض، لأن الأخلاط تكون فيه ذائبة والهواء الخارجي قوي التحليل، فإن وجد الطبيعة مستولية على المرض أعانها بتحليل مادته، وإن وجد المرض غالبا أعانه بتحليل القوة. وإذا كان كذلك فالشتاء يجب أن يطول فيه المرض لضد ذلك. والخريف والربيع متوسطان في ذلك، لكن يكون في الربيع أميل إلى القصر، لأن القوى تكون فيه أقوى. وفي الخريف إلى الطول، لما اجتمع فيه مع ضعف القوى اختلاف هوائه في البرد والحر، فكلما حركت الطبيعة المادة بتحليل الحر كثفها وحبسها البرد. وإنما كانت الربع من الأمراض B الطويلة لأن مادتها غليظة سوداوية. وإذا اتصلت الخريفية بالشتاء كانت أطول، لزيادة تكثيف البرد لمادتها. وسميت هذه الحمى بالربع لأنها تنوب اليوم ورابعه.
[aphorism]
قال أبقراط: لأن تكون الحمى بعد التشنج، خير من أن يكون التشنج بعد الحمى.
[commentary]
Shafi 93