277

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية وصف العبد هو الايمان فإذا انسلخ عن أوصاف البشرية، فالآن تجرد عين العبد عن الشواثب و تبدل إيمانه بالبقين فهو حقيقة العبد وعينه في عالم الحقيقة.

وقال ابن عطاء: "لكل حق حقيقة، ولكل حقيقة حق، ولكل حق حق" ني لكل ذات صفة خاصة، ولكل صفة خاصة ذات موصوف بها، قوله: "ولكل حق حق" يعني لكل ذات خلوق، أو صفة مخلوقة حق هو مكونه، وخالقه، وهذا كالعبد مثلا ذاته المجرد عن الصفات حق، وخالقه حق الحق، ويمكن أن قال خاصية العبد ملازمة الضعف، والذلة، واهوان، والخشوع، والخضوع، والتواضع لله تعالى وذاته هو المحصل لتلك الأوصاف اللوازم فذلك ذات العبد وهى صفاته خاصة فهذه حقيقة، وذاك هو الحق هذه الحقيقة، ثم حق الحق هو الله تعالى لأنه محقق كل حقيقة، ومكون كل حق وهو حق لا محقق له، ولا مكون، ولا حق فوقه، ولا بحذائه.

وقال الشبلي: "الحقيقة جمع الكل بالواحد فردا" ثم تضيف كون الكل وجودا وبقاء، وزوالا ودواما إلى الواحد وهو الله تعالى تقول كون الكل بالله، ووجود الكل بالله تعالى، وزوال الكل بالله تعالى، وفناء الكل بالله تعالى، ودوام الكل بالله تعالى، وكيف تجمع الكل في واحد وإنما تجمعها في علمك، ومعرفتك، أو مشاهدتك، ومعاينتك كأن تجمع المخلوقات مثلا كلها، وتركبها في تسميتك باسم واحد فتقول كله عالم واحد، وإن كان فيها ما لا يحصى من المختلفات، والمتماثلات، والمتضادات وكأن تجمع البلدة في محوطة، وتسميها همدان، وتقول هي بلدة واحدة لا ثاني لها، وكأن تجمع كل جنس في اسم واحد كقولنا بنو آدم ونظائرها كثير وهذا في اصطلاحهم مشهور فانهم يقولون كل بالله، وكل من الله، وكل إلى الله، وكل لله، وهذا قريب ويحتمل أنه أراد به جمع الكل في الخلق والبقاء والفناء بالواحد الفرد الخالق القديم المغني، فافهم جذا إن شاء الله وحده.

قال الشبلي: "الباطن عند الظاهر حقيقة، والسر عند الباطن حق" وذكره بالدوام حقيقة الحق ومشاهدة السر حقيقة يعني بالباطن أحوال القلب، والنفس ويعني بالظاهر أطراف البدن، والجوارح ويعني "بالسر" الروح الذي في القلب بحذاء العقل وغرضه من هذا الكلام إثبات الدرجات للحقائق، فالبدن وأطرافها لما كان ظاهرا من كل وجه سلب عنه تسميته الحقيقة، ثم جعل الباطن

Shafi 277