============================================================
شرح الأنفاس الروحانية وهو النفس، والقلب حقيقة، ثم سمى باطن الباطن حقا، وهو السر، ثم سمى ذكر السر لله تعالى بالدوام حقيقة الحق لأن ذكر السر لما كان حقيقة السر فمشاهدته أبلغ من ذكره فكان الخفي حقيقة السر، اعلم أن كل ذلك من أو صاف الشيلى بعضها حقا، وبعضها حقيقة فافهم وقال الشبلي: "الهمة حقيقة، والإرادة حق" هذا أيضا من صفات العبد أحدهما: حقا، والآخرة حقيقة قوله "الهمة حقيقة والإرادة حق" فالأمر عندي على العكس أولى، فاهمة(1) حق، والإراة(2) حق وتسميتهما حقا وحقيقة، إنما قلت (1) الهمة: تطلق بإزاء تجريد القلب بالمنى، ممكنا كان ذلك أو محالا، وعلى صاحب هذه الهمة أن ينظر فيما يتمناه، ويجرره فإن أعطاه الرجوع عن طلبه بكونه محالا رجع، وإن أعطاه الغريمة غرم.
وتطلق بإزاء أول صدق المريد: وتسمى هذه اهمق همة الإرادة، وهي همة جمعية وتتحصر النفس عليها فلا يقاومها شيء حتى إنه لو تصور شينا، وأراد وقوعه، لوقع في الحين، والنفس إذا انحصرت عل الجمعية، واحيطت فيها بالقوة والملكة اتتقلت لها أجرام العالم والأرواح ولا قصاص عليها بشيء.
وليس من شروط هذه الجمعية الايمان، ولذلك ظهرت آثارها على بعض كفار الهنود، وذم في الكون الاسفل تصرفات عجيبة، ويزعمون أنهم أهل التروحن والتقديس.
وتطلق بازاء جمع الهمم بصفاء الإهام وهذه الهمة إنما تسمى بهمة الحقيقة، وهي همة الكمل من أهل الله تعالى، حيث جمعوا الهمم المتعلقة بأنحاء الكمال على الحق، واطلعوا بصفاء الإهام توحيده الذاتي وتوحيده الجمعي الأسماني من مشاهدة التفصيل في جمعه كما هو (2) الارادة: هي لوعة في القلب، أي: قلب من تنبه للتهوض بقدم حاله إلى وجهته العليا في الحق، وهي وجهة موليها، وهي مختاره الأصلي، ومستنده الغائي. وقد زاد قدس سره في معناها قيذا آخر، وهو قوله في القتوحات المكية: "ويحول بينه وبين ما كان عليه مما يججبه عن مقصوده".
والارادة في الحقيقة لا تتعلق داتما بالعدم، فإنها صفة تخصص أمرا إما بحصوله، أو وجوده كما قال تعالى وتقدس: ( اتما أمره إذا أراد شييا أن يقول لهر كن فيكون * [يس: 82]، وشينية المراد هنا شيئية الثبوت لا شيئية الوجود فإن قلت: قد تتعلق الارادة بعوجود لمحوه وإعدامه.
قلت: هذه مشيئة الإرادة، كما قال تعالى: يمحوا آلله ما يشاء ومثبت ) [الرعد: 39] فلو تعلقت الإرادة بالموجود لتخصيص وجوده لزم تحصيل الحاصل، فالمراد: حالة تعلق الارادة به معدوم قطعا.
Shafi 278