276

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية "اكتاب عيون المعارف" إن شاء الله تعالى.

الدليل على أن الحقيقة اسم للصفة هو أن للحقيقة مصدرا من ذلك، والمصدر بالصفات أولى كالعلم، والقدرة، والحياة، والشهوة، والنفرة، وأشباهها بخلاف الحق لأنه في الأصل كان حاقا فذهب الألف بكثرة الاستعمال إذا عرفت ذلك جثنا تفسير كلماتهم(1).

قال النوري: "الحقيقة جمع الهمة مع المراد" يعني بالمراد هو الله تعالى وبالهمة الخفي لأنه قال في باب الإرادة، والهمة إن الهمة فيه السر ويعني به الخفي لأن الخفي هو قلب السر، وسر السر، وخلاصته يريد أن الحقيقة هى كون الخفي مع الله تعالى ذاته.

قال ابن عطاء: "الحقيقة اسم العبد"، وإنما يريد بالعبد الانسان الذي اتسلخ من سائر الصفات البشرية، وصار روحا عرفا فذاك هو حقيقة العبد، ومسمى بالحقيقة وتمام كلامه أن يقول الحقيقة اسم العبد، والحق اسم الرب فافهم وقال الجنيد: "قوله تعالى: (عبادي) [البقرة:186] حقيقة الحقيقة".

وقوله: "اعبادى حقيقة الحقيقة" يعني آن العبادة اسم جماعة العبيد، والعبد هو الذي فسرناه في قول ابن عطاء قوله: لوعبادي حقيقة الحقيقة" لأن الإضافة إلى الحق تقتضى زيادة التحقيق في العبودية لما صار أهلا للاضافة، والقرب إليه تعالى، ويعني بزيادة التحقيق زيادة التخليص، والتصفي، وذلك بأن ينسلخ مرة أخرى عن الشوائب فيصير أهلأ لقرب الحق تعالى ذاته جل وعلا.

قال النوري: "العبد هو التصديق وغيرة العبد هو الحقيقة" يعني من (1) الحقيفة: سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه. ومن آثارها تقيدك وتلبسك بها ، فالسلب إنما يتوجه إلى آثار الأوصاف، لا إلى الأوصاف، فإن وجودك عين وجوده، وأوصافك عين أوصافه، وهو أحدية جمع كثرتها، فإنه الفاعل بك فيك منك لا آنت: وقد آيد معنى كونه أحدية جمع الكثرق وكونه فاعلا لها.. ومحصل المعنى: الحقيقة اسم أطلق على الحق عند تحقيق كونه عين وجود العبد وأوصافه وقد تبين سقوط إضافتها عنه، فانه تحققه بالوجود وأوصافه باق على عدمية، ومن ذلك قوله: "وإذا أحببته كنت له سمعا وبصزا ويذاه، فليس للعبد في وجود الحق إلا الحكم، لا العين، فافهم

Shafi 276