============================================================
المرصد الرابع - في إثبات العلوم الضرورية المستقيم (على الشط منتكسا) في الماء وذلك لأن الخطوط الشعاعية المنعكسة من سطح الماء إلى الشجر، إنما تنعكس إليه على هيئة أوتار الآلة الحدباء المسماة في الفارسية بجنك، فإذا كان الشجر على الطرف الآخر من الماء انعكس الشعاع إلى رأس الشجر من موضع أقرب من الرائي، وإلى ما تحت رأسه من موضع أبعد منه، وهكذا وإذا كان الشجر على طرف الرائي كان الأمر في الانعكاس على عكس ما ذكر، ألا ترى أنك إذا سترت سطح الماء من جانبك ستر عنك رأس الشجر في الصورة الأولى، وقاعدتها في الصورة الثانية فيكون الخط الشعاعي المنعكس إلى رأس الشجر أطول من جميع تلك الخطوط المنعكسة إلى ما دونه، ويكون ما هو أقرب منه أطول مماهو أبعد منه على الترتيب حتى يكون أقصرها هو المنعكس إلى قاعدة الشجر، ثم إن النفس لا تدرك الانعكاس لتعودها في رؤية المرئيات بنفوذ الشعاع على الاستقامة، فتحسب الشعاع المنعكس نافذا في الماء ولا نفوذ هناك؛ إذ ربما لا يكون الماء عميقا بقدر طول الشجر فتحسب لذلك أن رأس الشجر أكثر نزولأ في الماء لكون الشعاع المنعكس إليه أطول، وكذا الحال في باقي الأجزاء على الترتيب، فتراه كانه م تك تحت سطح الماء (و) ترى (الوجه طويلا وعريضا ومعوجا بحسب اختلاف شكل المرآة) إذا فرض المرآة كنصف قالب أسطوانة مستديرة، فإن نظر إليها بحيث يكون طولها محاذيا لطول الوجه يرى الوجه فيها طويلا بقدر طوله قليل العرض، وذلك قوله: (إنما تنكس الخ) لوجوب تساوي زاويتي الشعاع والانعكاس وقد بينه الشارح في بحث الأبصار.
قوله: (كان الأمر الخ) أى في الانعكاس بأن ينعكس إلى رأس الشجر من موضع أبعد من الرائي، وإلى ما تحت راسه من موضع اقرب منه، لوجوب تساوى الزاويتين، وأما الشجر فيرى على الانعكاس كما في الصورة الأولى، سواء كان الرائي قريبا من الشجر أو متصلا به كما يرى نفسه منتكسا لكون الخط الشعاعي المنعكس إلى رأسه من موضع أبعد، وإلى ما تحت رأسه من موضع اقرب منه: قوله: (طويلا بقدر طوله) فمعنى قوله نرى الوجه طويلا آنا نراه فتحسبه طويلا مما هو عليه بسبب قصر عرضه، وعريضا عما هو عليه بواسطة قصر طوله.
قوله: (على عكس ما ذكر) يعني أنه ينعكس إلى رأس الشجرة من موضع ابعد من الرائي،) مإلى ما تحت رأسه من موضع أقرب مته، وينبغي آن يعلم أن القرب والبعد إنما هو بالنسبة إلى قدم الرائي لا عينه، فإنك إذا حدبت ظهرك وقربت عينك من الماء فلا شك أن الموضع الذي ينمكس منه الشعاع إلى راس الشجر، الذي في جانيك قد يكون اقرب إلى عينك وهو ظاهر بالتخيل.
Shafi 144