143

شرح المواقف

شرح المواقف

Nau'ikan

============================================================

المرصد الرابع - في إثبات العلوم الضرورية متحركا (و) نرى (المتحرك إلى جهة متحركا إلى خلافها كالقمر) نراه (سائرا إلى الغيم حين يسير الغيم إليه)، فإن القمر يتحرك بحركة الفلك من المشرق إلى المغرب أبدا، فإذا كان بيننا وبينه غيم غير ساتر إياه، ونظرنا إليه نفذ شعاع البصر منا في جزء من أجزاء ذلك الغيم، فإذا فرضنا حركة الغيم من المشرق إلى المغرب أيضا، كانت هذه الحركة لقرب الغيم منا أسرع في الرؤية من حركة القمر لبعده عنا، فيصير ذلك الجزء الذي كان قد نفذ الشعاع فيه قريبا من القمر، ونفذ الشعاع في جزء آخر قد حاذاه بالحركة، فيقع بين الجزئين قطعة من الغيم فيتخيل أن القمر بحركته إلى المشرق قطع تلك القطعة التي هي بمنزلة المسافة (وإذا تحركنا إلى جهة رأيناه) اي القمر (متحركا إليها) إن كان هناك غيم رقيق وسببه أن الوضع بيتنا وبين القمر يتغير بالنسبة إلى أجزاء الغيم ويقع بيننا وبينه أجزاء منه على التعاقب في جهة حركتنا، فيتخيل أن القمر تحرك إلى تلك الجهة، وقطع قطعة من ذلك الغيم (وإن تحرك) القمر (إلى خلافها) كما إذا كان حركتنا نحو المشرق فإن القر متحرك نحو السغرب (و) نرى (الشجر) قوله: (فإذا فرضتا الخ) فرض حركة الغيم إلى جهة حركة القمر ليظهر غلط الحس ظهورا تاما، بخلاف ما إذا فرض حركته مخالفة لحركة القمر في الجهة، فإنه يظهر حركة القمر فيه اسرع من حركته في الصحو لكن الغلط في هذا الاعتبار أخفى من الغلط في الاعتبار الأول.

قوله: (أسرع في الرؤية) وإن كان في الواقع حركة القمر اسرع منه بأضعاف لا تحصى: قوله: (فيتخيل أن القمر الخ) بناء على تبديل الوضع بيته وبين الغيم، واشتغال الحس بالقر لكونه ضوء من الغيم، فينسب تفير الوضع إليه فيحسبه متحركا، فقد اشتبه على البصر حركة الغيم بحركة القر قوله: (إلى جهة) اي مغايرة لجهة حركة القمر سواء كانت مقابلة لها كما إذا تحركتا نحو الشرق او لا كما إذا تحركتا إلى جهة الشمال أو الجنوب، ثم إذا كانت هذه الحركة سريعة يثبت حركة القمر سريعة وإذا كانت بطيعة فبطيئة قوله: (إن كان هناك غيم) إما متحرك او غير متحرك إلى خلاف جهة حركتنا، أما إذا كان متحركا إلى جهة حركتنا فلا يعرض هذا الغلط لعدم وقوع أجزاء الغيم بينه وبيننا على التعاقب في جهة حركتنا: قول: (فيخيل الخ) لأنه تبدل وضع الغيم بسبب حركتنا ونسب التبدل إلى القسر بناء على اشتغال الحس به.

قوله: (ونرى الخ) هذا إذا كانت رؤية الشجر بتوسط الماء: قوله: (ونفذ الشماع في جزء آخر) اي غير ملاق للجزء الاول وإلا لم يقع بين الجزاين المذ كورين قطعة من الغيم، وإنما لم يصرح بذلك لظهور أن رؤية حركة القمر لا يكون إلا في ذه الصورة:

Shafi 143