وَقَالَ بِهِ عَطاء وَطَاوُس وَعَمْرو بن دِينَار وَسَعِيد بن جُبَير وَأَبُو الشعْثَاء وَمُحَمّد بن إِسْحَاق وَالْحجاج بن أَرْطَاة وَقَالَ بِهِ شُيُوخ من قرطبة وَجَمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي فَقِيه عصره وَأصبغ بن الْحباب وَاخْتَارَ هَذَا الإِمَام أَبُو حَيَّان فِي تَفْسِيره النَّهر وَالْإِمَام ابْن الْقيم وَتكلم على ذَلِك فِي نَحْو أَرْبَعِينَ ورقة
فلينكر على هَؤُلَاءِ من يُنكر على ابْن تَيْمِية لَا سِيمَا وَقد صرح الْعلمَاء إِن مَذْهَب الْأَئِمَّة قاطبة أَنه لَا يجوز للمجتهد أَن يُقَلّد بل يجب عَلَيْهِ الْعَمَل بِمَا رَآهُ اجْتِهَاده وَابْن تَيْمِية كَانَ مُجْتَهدا بِشَهَادَة عُلَمَاء عصره فَلَا وَجه للإنكار عَلَيْهِ إِلَّا مُجَرّد العصبية وحمية الْجَاهِلِيَّة وَمَا أحسن قَول ابْن فضل الله الْعمريّ فِي مرثيته الْمُتَقَدّمَة ... عَلَيْك فِي الْبَحْث أَن تبدي غوامضه ... وَمَا عَلَيْك إِذا لم تفهم الْبَقر ...
وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ الحبر الَّذِي فاق بصفاته الْأَوَائِل وَالْبَحْر الْمُشْتَمل بِذَاتِهِ على جَوَاهِر الْفَضَائِل وَقد أَنَاخَ ابْن عبد السَّلَام ركائبه بدار السَّلَام عَلَيْهِ الرَّحْمَة والرضوان وسحائب الْعَفو والغفران وخواطر على مر الْأَزْمَان رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان وَلَا تجْعَل فِي قُلُوبنَا غلا للَّذين آمنُوا رَبنَا إِنَّك رؤوف رَحِيم ... مَا لأمر إِلَّا نسق وَاحِد ... مَا فِيهِ من حمد وَلَا ذمّ
وَقَالَ الآخر ... وَإِذا بدا لَك فَاعْلَم أَنَّك لست هُوَ ... كلا وَلَا أَيْضا تكون سواهُ ...
1 / 91