الظَّاهِر وكيدهم الباهر وَكفى للحاسد ذما آخر سُورَة الفلق فِي احتراقه بالقلق
أَلا وَهُوَ الإِمَام الْفَاضِل البارع التقي النقي الْوَرع الْفَارِس فِي علمي الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه وَالْأُصُول بالتقرير والتحرير وَالسيف الصارم على المبتدعين والحبر الْقَائِم بِأُمُور الدّين والأمار بِالْمَعْرُوفِ والناهي عَن الْمُنكر ذُو همة وشجاعة وإقدام فِيمَا يروع ويزجر كثير الذّكر وَالصَّوْم وَالصَّلَاة وَالْعِبَادَة خشن الْعَيْش والقناعة من دون طلب الزِّيَادَة
وَكَانَت لَهُ المواعيد الْحَسَنَة السّنيَّة والأوقات الطّيبَة البهية مَعَ كَفه عَن حطام الدُّنْيَا الدنية وَله المصنفات الْمَشْهُورَة المقبولة والفتاوى القاطعة غير المعلولة
وَقد كتب على بعض مصنفاته قَاضِي الْقُضَاة ابْن الزملكاني ﵀ ... مَاذَا يَقُول الواصفون لَهُ ... وَصِفَاته جلت عَن الْحصْر
هُوَ حجَّة لله قاهرة ... هُوَ بَيْننَا أعجوبة الدَّهْر ...
أَفلا تَكْفِي شَهَادَة هَذَا الحبر لهَذَا الإِمَام حَيْثُ أطْلقُوا عَلَيْهِ حجَّة الله فِي الْإِسْلَام ودعواه أَن صِفَاته الحميد لَا يُمكن حصرها ويعجز الواصف عَن عدهَا وسبرها فَإِذا كَانَ كَذَلِك كَيفَ لَا يجوز إِطْلَاق شيخ الْإِسْلَام عَلَيْهِ أَو التَّوَجُّه بِذكرِهِ إِلَيْهِ وَكَيف يسوغ إِنْكَار المعاند الماكر الْحَاسِد
وليت شعري مَا متمسك هَذَا المكابر الْجَاهِل المجاهر وَقد علم أَن لَفْظَة الشَّيْخ لَهَا مَعْنيانِ لغَوِيّ واصطلاحي
1 / 77