وَالْبَيَان وكشف ضبابه الأوهام بشموس الْحَقَائِق وَأَبَان مَا فِي الْقُلُوب بأقمار الْحَقَائِق وأشرع أسنة الخواطر والأفكار بأيدي أنوار البصائر والأبصار إِلَى ثغر الْعُلُوم وَالْأَخْبَار وأقلع عَنَّا بنسائم ألطافه عجاجة الظنون والشكوك وَوَقع لنا مناشير الصدْق فِي السلوك وأراحنا فِي ركُوب أَعْنَاق الْكَلَام من العثرات والملام وأراحنا عَن مقالات لَا يُقَال فِيهَا العثار ومحلات يَسْتَحِيل فِيهَا الْأَعْذَار
اللَّهُمَّ صل على صَاحب الْوَحْي والرسالة الْمَخْلُوق من طِينَة والبسالة الَّذِي أسعدته فِي ذرى الملكوت وأعطيته الْكتاب وقرنت بِطَاعَتِهِ ومعصيته الثَّوَاب وَالْعِقَاب مُحَمَّد الْمُصْطَفى المستأثر بالشفاعة يَوْم الْحساب
وعَلى آله الَّذين تنزهوا فِي رياض نبوته وَأَصْحَابه الَّذين تقلدوا بسيوف النُّصْرَة فِي دَعوته وعَلى عُلَمَاء الْأمة الَّذين استظهروا على صدمات الدَّهْر وصولته بِنَزْع ألسنتهم من تفويق سِهَام الطعْن إِلَى أغراض العصبية وإقلاع أسنة خوضهم فِي أَعْرَاض الْأَنْفس الأبية فَلذَلِك صَارُوا أنجما للاهتداء وبدورا للاقتداء فأجدر بهم أَن يفوه بمشايخ الْإِسْلَام وأنصار شَرِيعَته خير الْأَنَام
وَبعد فَإِن مؤلف كتاب الرَّد الوافر قد جد فِي هَذَا التصنيف البديع الزَّاهِر وجلا بمنطقه السحار الرَّد على من تفوه بالإكفار لعلماء الْإِسْلَام وَالْأَئِمَّة الأساطين والأعلام الَّذين تبوأوا الدَّار فِي رياض النَّعيم واستنشقوا ريَاح الرَّحْمَة من رب كريم فَمن طعن فِي وَاحِد مِنْهُم أَو نقل غير صَحِيح عَنْهُم فَكَأَنَّمَا نفخ فِي الرمال واجتنى من خرط القتاد وَكَيف يحل لمن يتسم بِالْإِسْلَامِ أَو يتسمى بسمة أَو علم أَو فهم وإفهام أَن يكفر من قبله عَن ذَلِك سليم بهيج واعتقاده لَا يكَاد إِلَى ذَلِك يهيج وَلَكِن لم يور زند طبعه فِي القريض لم يزل يجد الْعَذَاب مرا كَالْمَرِيضِ والعائب بجهله شَيْئا يُبْدِي صفحة معاداته ويتخبط خبط العشواء فِي محاوراته وَلَيْسَ هُوَ إِلَّا كالجعل
1 / 75