فيا قُرَّة أَعينهم إِذا سمعُوا بِكُفْرِهِ وَيَا سرورهم إِذا رَأَوْا من يكفر من لَا يكفره
فَالْوَاجِب على من تلبس بِالْعلمِ وَكَانَ لَهُ عقل أَن يتَأَمَّل كَلَام الرجل من تصانيفه الْمَشْهُورَة أَو من أَلْسِنَة من يوثق بِهِ من أهل النَّقْل فَيرد من ذَلِك مَا يُنكر فيحذر مِنْهُ على قصدر النصح وَلَو لم يكن للشَّيْخ تَقِيّ الدّين إِلَّا تِلْمِيذه الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْقيم الجوزية صَاحب التصانيف النافعة السائرة الَّتِي انْتفع بهَا الْمُوَافق والمخالف لَكَانَ غَايَة فِي الدّلَالَة على عظم مَنْزِلَته
فَكيف وَقد شهد لَهُ بالتقدم فِي الْعُلُوم والتمييز فِي الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم أَئِمَّة عصره من الشَّافِعِيَّة وَغَيرهم فضلا عَن الْحَنَابِلَة
فَالَّذِي يُطلق عَلَيْهِ مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء الْكفْر أَو على من سَمَّاهُ شيخ الْإِسْلَام لَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يعول فِي هَذَا الْمقَام عَلَيْهِ بل يجب رده عَن ذَلِك إِلَى أَن يُرَاجع الْحق ويذعن للصَّوَاب وَالله يَقُول الْحق وَهُوَ يهدي السَّبِيل وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل
قَالَ ذَلِك وَكتبه أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حجر الشَّافِعِي وَذَلِكَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع ربيع الأول سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة
١٩ - وَهَذَا صُورَة تقريظ الإِمَام الْهمام شيخ الْإِسْلَام صَاحب تَحْرِير الْكَلَام وَإِمَام الْحَنَفِيَّة فِي زَمَانه الشَّيْخ الْعَيْنِيّ رَحمَه الله تَعَالَى
إِن أضوع زهر تفتق عَنهُ إكمام ألسن الْأَنَام وأبدع ذكرا يعبق مِنْهُ طيب الإفهام حمد من أجْرى مَاء التِّبْيَان فِي عود اللِّسَان لحمل ثمار الْمعَانِي
1 / 74