وَاتفقَ جمَاعَة مِمَّن حضر وَشَاهد النَّاس والمصلين عَلَيْهِ على إِنَّهُم يزِيدُونَ على نَحْو من خَمْسمِائَة ألف وحضرها نسَاء كثير بِحَيْثُ حزرن بِخَمْسَة عشر ألفا
قَالَ أهل التَّارِيخ لم يسمع فِي جَنَازَة بِمثل هَذَا الْجمع إِلَّا جَنَازَة الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ سَمِعت أَبَا سهل بن زِيَاد الْقطَّان يَقُول سَمِعت عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول سَمِعت أبي يَقُول قُولُوا لأهل الْبدع بَيْننَا وَبَيْنكُم الْجَنَائِز
قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ حزر الحزارون الْمُصَلِّين على جَنَازَة أَحْمد فَبلغ الْعدَد بحزرهم ألف ألف وَسَبْعمائة ألف سوى الَّذين كَانُوا فِي السفن
وَقَالَ ابْن فضل الله الْعمريّ فِي تَرْجَمته لِابْنِ تَيْمِية وَكَانَ قبل مَوته قد منع الدواة والقلم وطبع على قلبه مِنْهُ طَابع الْأَلَم فَكَانَ ذَلِك مبدأ مَرضه ومنشأ عرضه حَتَّى نزل قفار الْمَقَابِر وَترك فقار المنابر وَحل ساحة ربه وَمَا يحاذر وَأخذ رَاحَة قلبه من اللائم والعاذر فَمَاتَ وَمَا مَاتَ لَا بل حييّ وَعرف قدره لِأَن مثله مَا رئي مَا برح على المآثر إِلَى أَن صرعه أَجله وَأَتَاهُ بشير الْجنَّة يستعجله فانتقل إِلَى الله وَالظَّن بِهِ أَنه لَا يخجله
1 / 66