من الصلوات والزكاة والذبائح القرابين والبخورات وهؤلاء كفروا بالأصلين اللذين جاءت بهما جميع الرسل أحدهما عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بما يعبد من دونه من إله (والثاني) الإيمان برسله وبما جاؤوا به من عند الله تصديقا وإقرارا وانقيادا (انتهى) كلام بن القيم فانظر إلى الوسائط المذكورة في العبارة كيف تحملونها على غير محملها ولكن ليس هذا بأعجب من حملكم كلام الله وكلام رسوله وكلام أئمة الإسلام على غير المحمل الصحيح مع خرقكم الإجماع وأعجب من هذا إنكم تستدلون بهذه العبارة على خلاف كلام من ذكرها ومن نقلها ترون بها صريح كلامهم في عين المسألة وهل عملكم هذا إلا اتباع المتشابه وترك المحكم أنقذنا الله وإياكم من متابعة الأهواء (وأما) التبرك والتمسح بالقبور وأخذ التراب منها والطواف بها فقد ذكره أهل العلم فبعضهم عده في المكروهات وبعضهم عده في المحرمات ولم ينطق واحد منهم بأن فاعل ذلك مرتد كما قلتم أنتم بل تكفرون من لم يكفر فاعل ذلك فالمسألة مذكورة في كتاب الجنائز في فصل الدفن وزيارة الميت فإن أردت الوقوف على ما ذكرت لك فطالع الفروع والإقناع وغيرهما من كتب الفقه (فإن) قدحتم فيمن صنف هذه الكتب فليس ذلك منكم بكثير ولكن ليكن معلوما عندكم أن هؤلاء لم يحكوا مذهب أنفسهم وإنما حكوا مذهب أحمد بن حنبل وأحزابه من أئمة أهل الهدى الذين أجمعت الأمة على هدايتهم ودرايتهم فإن أبيتم إلا العناد وادعوتم المراتب العلية والأخذ من الأدلة من غير تقليد أئمة الهدى فقد تقدم أن هذا خرق للاجماع (فصل) وعلى تقدير هذه الأمور التي تزعمون أنها كفر أعني النذر وما معه (فهنا) أصل آخر من أصول أهل السنة مجمعون عليه كما ذكره الشيخ تقي الدين وبن القيم عنهم وهو أن الجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أو كافرا أنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة الذي يكفر تاركها بيانا واضحا ما يلتبس على مثله أو ينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعا جليا قطعيا يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل كما يأتي في بيانه إن شاء الله تعالى ولم يخالف في ذلك إلا أهل البدع (فإن قلت) قال الله عز وجل إلا من كفر بالله بعد إيمانه الآية نزلت في المسلمين تكلموا بالكفر مكرهين عليه (قلت) هذا حق وهي حجة
Shafi 10