Farin Ciki da Faranta Rai a Tarihin Dan Adam
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Shekarar Bugawa
1957 / 1958
Nau'ikan
قال أبو الحسن
الحمد لله الذي أمدنا بمعونته على ما أراده لنا ومنا هداية وتبصرة قالة وقوة ولم يكلنا إلى أنفسنا في حيازة ما اختاره لنا ولكنه بفضله أرشدنا قادة وساقة ليسوقونا على طريق الإستقامة إليه وليحفظونا من العدول عنه ومن الكسل والفترة فيه وجعل لنا معاونين على ما أخرجنا إليه في طريقنا سخرهم برحمته لصلاح حالنا وسخرنا لهم في مثله إذ كانوا محتاجين منا إلى مثل ما احتجنا إليهم فربط الكل بنظام المصلحة وأزاح العلة في إقامة الكفاية وأقام الحجة بإظهار الدعوة حمد عارف بمنته ومستزيد من فضله وبعد فإن كتابنا هذا إنما هو في القسم الثالث من السعادة والإسعاد في السيرة الإنسانية ونريد أن نبين في هذا القسم الإسعاد وطريقته وما يقوم به ويفسد منه وسبيل الإحتراز مما يثبط عنه ووجه العلاج فيما ينكب منه وبالله نثق في كل أمورنا وإياه نرجو ولا حول ولا قوة إلا به وصلى الله على محمد النبي وآله
القول في الإسعاد
الإسعاد هو تشويق السائس المسوس إلى ما يسعد به وذلك هو أجراء المسوس بالتدبير السديد إلى الغرض الذي أقامته السنة وفي السياسة والغرض هو تحصيل صلاح الحال لكل واحد من الناس بقدر ما يمكن فيه في وقته وقال أفلاطن يجب على السائس أن يجعل غرضه الأدنى في السياسة اكتساب الخيرات البهيمية لأهل المدينة وإبعاد الشر عنهم وهذه الخيرات هي الصحة والجمال والشدة والرابعة اليسار لا الذي يكون باقتناء المال لكن الذي يكون بحسن استعمال المال قال ثم إنه يجب من بعد ذلك أن يكيبهم الخيرات الإنسية وهي العفة والشجاعة والحكمة والرابعة العدل والعدل شامل لجميعها قال ويجب أن يعلم أن الغرض من اقتناء الخيرات البهيمية اقتناء الخيرات الإنسية وأن الغرض من اقتناء الخيرات الإنسية اقتناء الخيرات الإلاهية قال وأما الغرض الأقصى فإنما هو استكمال ما خلق الله الإنسان له وهو العقل المدبر للإنسان وهو الذي يقع به جمال الإنسان قال وأقول الخيرات هي جميع الأشياء المعينة على استكمال الغرض وقال الشرور هي جميع الأشياء المانعة من استكمال الغرض وقال أرسطوطيلس الغرض في كل مخلوق ومصنوع ومفعول إنما هو الكمال فإن سائر ما يفعل إنما يفعل بسبب الكمال والدليل على ذلك أن العقل إذا انتهى إليه وقف عنده فلم يجز قال ومن البين أن كمال الإنسان النطق فإن النبات يشركه في التنفس [؟] والحيوان يشركه بالحس قال ولكن النطق الذي جعل للإنسان جعل فيه بالقوة لا بالفعل ولذلك احتاج إلي سياسة نفسه وإلي سياسة غيره له ليخرج ما فيه بالقوة إلي الفعل وذلك أن المنفعة لا تحصل له بنطقه إلا بأن يخرجه إلى الفعل وفي كتاب العين السياسة إنما هي إصلاح حال المساس وتقويمه قال والعرب تقول ساس فلان دابته إذا قام بصلاحها وراضها
في طريقة الإسعاد
طريقة الإسعاد هي السنة المسنونة وقال أفلاطن الطريق إلى السعادة التزام السنة وذلك أن يفتتح من المبدأ ثم يمتد منه إلى الوسط ثم يمتد من الوسط إلى المنتهى قال فمن خالف السنة لم يصل إلى السعادة قال والسعادة هي أن يتخلص من من الشرور وأن يحيى مدة حياته الحياة التي هي أفضل قال أفلاطن والسنة هي التي تبين الفضائل فضيلة فضيلة وتعلم كيف تقتنى وتبين الرذائل رذيلة رذيلة وتبين كيف تتقى وتتكلم في العوارض من اللذات كلها والأحزان وتدل على السبب المعين على احتمال الأوجاع وعلى السبب المعين على الصبر عن اللذات وهي التي تبين ما ينبغي أن يفعل عند السلم وعند الحرب وعند الغنى وعند الفقر وتبين مقدار ما ينتغي لكل واحد أن يملك وأن كيف ينبغي أن يملك وكيف ينبغي أن ينفق وهي التي تبين أمر الإشتراكات في التزويج والنكاح والأخذ والإعطاء ما يجري من ذلك بإرادة وما يجري منه بغير إرادة أو كيف ينبغي أن يكون وأن كيف العدل فيه وهي التي ترغب في استعمال العدل وفي حسن الطاعة للرؤساء وهي التي تبين الجميل والقبيح والخير والشر وهي التي تبين ما ينبغي أن يفعل في أمر الموتى وفي غسلهم وكفنهم ودفنهم وهي التي تبين حال المسكر والسكر وأنه لمن يحل وكيف يحل وبأي مقدار وبأي حال وقال أرسطوطيلس الهيئة المدنية وهي الصناعة المدنية هي رئيسة الصناعات ومقومة المهندسات لأنها الساتر لما ينبغي أن يؤتى به من الأفعال ولما ينبغي أن يجتنب وهي التي تعلم وتبين أن كيف وبأي سبيل يمكن أن يكون الإنسان صالح الحال سعيدا قال ولذلك نقول بأن العناية بهذه الصناعة أولى منه بالأقاويل العريصية والخصومية لأنه بهذه الصناعة يكون بر ذات كل واحد وصلاح ذاته وصلاح حال الآخرين وتدبيراتهم وفي كتاب العين يقال لكل طريقة من الطرق في خير كان أو شر سنة قال أرسطوطيلس السنة منها خاصية ومنها عامية وأعني بالخاصية تلك التي يدبر الناس فيها بما هو مكتوب وأعني بالعامية تلك التي ليست بمكتوبة والكل مقرون بها وإن لم يكن بين بعضهم وبعض وصلة البتة ولا تعاقد قال وهذه السنن نحوان فمنها ما هو على حسب تفاضل الفضيلة والرذيلة واللذين بهما يكون المدح والذم والعدل والجور قال ومنها ما يكون على حسب الكرامة والهوان كما يقال المنة لمن يفعل الحسن وينبغي أن يحسن المرء إلى من أحسن إليه قال والكل يركن إلى السنن العامية بالطبع وقال نيقوماخس والد أرسطوطيلس لو تمسك الناس بالشرائع العقلية لم يحتاجوا إلى شرائع وضعية وشرطية قال ومن الشرائع العقلية أن لا يأتي الإنسان إلى غيره إلا ما يحب أن يؤتى إليه وأن يصرف عن غيره ما يحب أن يصرف عنه وأن لا يأتي سرا إلا ما يمكنه أن يأتي مثله جهرا وأن يتبين عيوت نفسه ثم يقابل كل عيب منها بضده وأقول جميع ما يشهد له العقل بالقبح هو المنكر
في أن الطريق واحد وأنه ليس يجوز أن يكون أكثر من واحد وأنه متبع لا مخترع
قال أفلاطن في النواميس إنه لما أن وقعت الشركة في الإجتماع وكان من اللازم أن يكون لكل واحد من الناس سيرة يسير بها في صلاح أمره وسيرة يأخذ بها أهله وولده وسيرة يسير بها فيما بينه وبين غيره من أهل بلده وكان لا بد من أن تكون سيرهم مختلفة لاختلاف أحوالهم في الطبع وفي الهمة وفي الفهم قال والإختلاف أصل كل فساد وجب أن يجمعوا على سنة واحدة يعم الجميع وكل واحد من الجميع نفعها وخيرها قال فالسنة هي الجامعة للآراء المتفرقة حتى تجعلها رأيا واحدا وللصلاح المنتشر حتى تجعله بالنظم واحدا قال والسائس هو حافظ السنة وراعيها ومصرفها ومتسعملها في نفسه وفي أهل مملكته
القول في السان وأنه ليس يجوز أن يكون واحدا من الجملة
قال أفلاطن السنة الكلية إنما تقوم بالناموس الأعظم فإن الناموس الأعظم هو الذي تولي إحكام السنة الكلية وإتقانها قال وأما الحروب فإنما يقوم بها الناموس الأصغر والناموس الأعظم هو الأول وهو العقل المجرد الذي لم يلابس المادة قط ولا يجوز أن يلابسها وهو أعلى وأرفع من الجوهر بالقوة والشرف وهو سبب الحكمة والحق وسبب كل معرفة فإنه المهيئ لجميع الأشياء التي تدركها المعرفة لأن تعلم وهو الذي يعطيها الحق ويعطيها مع ذلك الوجود والجوهرية فإن وجود جميع الأشياء وجوهرها منه قال والناموس الأصغر هو العقل المنجرد عن الشهوة وقال في موضع آخر الناموس الخاصي هو الهيئة المقومة للسنن المؤدية إلى السعادة المخلصة من الشقاء قال وهذه السنن هي التي استخرجت بالفكر من الكلية وأحكمت بالتجارب قال و تقول بأن العقل ناموس النفس والنفس هي خادمة العقل وبخدمتها للعقل يشتعل نور النفس ويزكو وإذا تركت النفس خدمة العقل هبط نورها وشرفها فيظهر الجهل وبظهور الجهل يقع الفساد قال وأقول الناموس الأعظم هو ناموس كل عقل قال وأقول السنة فوق الملك والملك فوق رؤساء المدن وإن الملك يستمد من السنة ويمد رؤساء المدن كذلك العقل والنفس والطبيعة فإن النفس تستمد من العقل وتمد للطبيعة قال وأما الناموس الأعظم فإنه فوق ذلك كله قال وأقول العقل يجري في فعله على جهة واحدة لأنه لا ينتج إلا الجميل والنافع ولا يصحب إلا الجميل ولا يرفع إلا الحكمة ولا يقبل إلا العفيف قال وإنه حارس كل جهة مخوف وعمله تخليص العالم من الشرور وتعريفهم ما هو أولى قال وكذلك السنة بل السنة أولى وأرفع قال وأما الناموس فإنها ذات أعضاء وأعضاؤها قواها وكذلك الطبيعة هي ذات قوى قال وإن الطبيعة يسلى مرة الخير ومرة الشر ومرة الجد ومرة الهزل قال وإنها تزين العالم بكل ما يقدر عليه وتحبر الناس إلى لذاتها وإلى محابها وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب المصنف الناموس خاصة الرجل وموضع سره قال أرسطوطيلس الناموس هو حاكم الحكام وإنما يحكم في المستقبلات وما يحكم به هو كلي كل وأما سائر الحكام فإنهم يستنبطون من ذلك الكلي ويستخرجون وربما لهم الغلط في الإستنباط لأنه ليس يمكن أن يقال في جميع الأشياء بكلي صحيح وربما وقع منهم التحريف قال وأقول حاكم الحكام إنما يحكم في المستقبلات ويلاحظ الضار والنافع والجميل والقبيح فيأمر بالنافع وبالجميل وينهى عن الضار وعن القبيح وأما سائر الحكام فإنما يحكمون في اللاى قد كن ويلاحظون العدل والجور وقال في حرف اللام أخرجناه من تفسير ثامسطيوس الناموس هو الله قال وإنه السبب لنظام الأشياء الموجودة ولتربيتها كذا قال وإنه ناموس حي وحياته أفضل حياة وهي حياة دائمة وفي حرف اللام الله قدوة وناموس وسبب لنظام العالم وتربيته كذا وإنه حق وإنه عقل وإنه الخير على الحقيقة قال وهو المبدأ والكمال فإن الناموس هو المحرك للسياسات والمتحركون بالسياسة إلى الناموس يتحركون قال وأقول كل واحد من الناس إنما يقدر أن يقضى قضاء صوابا فيما يحيط به علما وفي ذلك يكون قاضيا نافذا والقاضي في الكل هو المتأدب في كل شيء قال وينبغي لواضع السنن أن يكون عالما بجميع السنن الماضية وبما قاله القدماء فيها ولم صار بعضها حيادا وبعضها على ضد ذلك وأي السنن يسلم المدن وأيها يفسدها وعلى أنه ليس ينبغي أن يطلب علل الشرائع والسنن فإن الكلام إذا كان في الأمور الجارية على الأمر كان المراد فيه أن يظهر الحق ظهورا غليظا جليلا وشأن الأديب أن يفحص في كل واحد من الأجناس ما يحتمله طبع ذلك الجنس وسواء طلب من تعليمى إقناع أريطوريقي برهان وكيف يجوز أن يطلب منه برهان وإنما كلامه في الأمور على الأمر الأكثر
Shafi da ba'a sani ba