فالجواب - وبالله تعالى التوفيق - عن هذا شهادة منهم على أنفسهم ، فليعلموا ( 4 ) أن كل ما نقوله لهم بأجمعهم منقول بالأسانيد الصحاح عن الرواة الثقات موصلة إلى النبي صلى الله عليه [ 179 ب ] وسلم فواجب عليهم ما التزموه من الرجوع إلى الحق . فإن شكوا في ذلك ، فالميدان بيننا وبينهم ، وهذه كتبنا حاضرة مروية عنا ، مثبتة بخطنا وخط الثقات ، ممن أخذها عنا ، قد شرقت وغربت ، فهم بين خيرتين ( 5 ) : إما أن يحضروا معنا ، ويسألوا عن كل خبر أوردناه ( 6 ) ، فإن كان عندهم علم يعترضون به فليعترضوا ، وإن لم يكن عندهم فليسكتوا . وإما أمنا لهم ( 7 ) ، وإن كرهوا ذلك ، فليمحصوا ( 8 ) كتبنا . فغن كان فيها شيء غير الحق فقد مكناهم من مقابلتنا ، أو كفيناهم المؤنة في إثبات ما يريدونه . هيهات هيهات ، يأبى الله إلا أن يتم نوره ، ولا تستر الشمس بالأكف ، وما يعارض الحق بالجهل . نعم ، فليعلموا أنا لم نأت بحديث إلا من تصنيف البخاري أو تصنيف مسلم أو تصنيف أبي داود أو تصنيف النسائي أو تصنيف ابن أيمن أو تصنيف ابن أصبغ أو مصنف عبد الرزاق ، أو تصنيف حماد أو تصنيف وكيع أو مصنف ابن أبي شيبة أو مسنده أو حديث سفيان بن عيينة أو حديث شعبة أو ما جرى هذا المجرى ، مما لا يقدر عدو الله على القدح ( 1 ) فيها ، وأضربنا عن الحديث المستور من رواتنا . صيانة لأقدار الأئمة عن تعريضهم لمن لا يعبأ الله به شيئا ، إلا في الندرة مما لابد من إيراده . وكل هذه الدواوين عندنا - ولله الحمد - روايتنا وضبطنا وتصحيحنا ، وذلك فضل الله ومنته ؛ لكنهم بكم إذا ضمنا وإياهم مجلس ، فإذا غابوا أتوا بمثل هذه البلاغم العفنة المضحكة ، ونعوذ بالله مما امتحنهم به
13 - ثم قالوا : ' لكن بشرع زائد وعلم مبتدع انفردت به أنت من طريق نقلتها ، وخالفت فيها من مضى من طريق ما ظهر إليك واطلعت عليه من وهلة أو غفلة أو تضييع أو عي أو بلادة أو قلة فهم نسبته إلى الرواة المؤلفين للدواوين الراسخة ، لاتساعك في الكلام ، ومعرفتك في اللغة ، وتصديقك كتاب حد المنطق ' .
Shafi 88