============================================================
الكون بأسره حتى يكبر ويتم ثم عند كماله يموت فلو فرض انه لايبعث بعد ذلك لقصد صحيح لكان پذهب سدى وكان ذلك تلاعبا من القدرة الخالقة جلت عن ذلك السذي لا يليق بالعاقل منا فضلا عن فاطر العقل وموجده فينا ثم تعود الى اصل الصدد فنقول ان درجات افراد الانسان متفاوتة في العلم والعرفان والذوق والوجدان فاذا حققناها وجدتا اعلاها لنبينا حمد صلى الله عليه وسلم فقد اذعن لعرفانه وعدله واحسانه المنصفون من اعدائه فضلا عن اوليائه حتى قال قائلهم، ان الطبيعة لم توجد ولن توجد مثل الحقيقة المحمدية في عالم البشرية، فثبت انه هو المقصود عقلا ايضا اذا المقصود الاصلي من كل شيء اعلاه فجميع الادنى مندرج في الاعلى من توعه فقد تبين لك اتحصار القصد من الجماد في النبات فما فوقه ومن النبات في الحيوان ومن الحيوان في الانسان ومن الانسان بالاعلى رتبة من افراده ( روح الارواح) فكما ان الاشباح لا تقوم الا بالارواح كذلك الارواح لا تقوم الا بنوره الوضاح (الساري في جميع الاشباح) فهو الجوهر الفرد لوجود العالم كله من مجردات الارواح ومركبات الاشباح (الذي اقمت بخدمته مقرب الاملاك) جبريل عليه السلام ليلة الاسراء فهو الخادم اذ ذاك (وجعلته قطبا تدور عليه الافلاك) كما يستدل بلولاك لولاك (الدرة الفاخرة) التي نظر اليها الحق فكانت منها الدنيا والاخرة (والرحمة السابقة) اذ هو مظهر الرحمة التي سبقت الغضب فيها رحمت الكائنات فوجدت فهر سبب الوجود كما سبق لك بيانه ولا شك ان الوجود رحمة بالموجود لأن العدم شر محض والوجود خير محض، قال تعالى وهو اصدق القائلين، وما أرسلناك الا رحمة للعالمين (الهادي للخلق من الحق) اي من الفرق الذي هو في الحقيقة حق وان رآه الجاهل عين الفرق فاذا اهتدى علم انه هدى من الحق (الى الحق) وماثم فرق فمنه واليه فهو الظاهر في مظاهر العالم فالمشتفل بالعالم مشتغل به وان كان لا يشعر حكمة بالغة فما تغني النذر فالتشريع والانذار بعض تلك الحكمة البالغة وفرع لها ولا يقضي الفرع على الاصل (صلاة تهدينا بها الى طريق الحق) اي الصراب (وتنجينا بها من شر جميع الخلق) من اعداء بشرية واهواء نفسانية وتسويلات شيطانية وغير ذلك (وتغفر لنا بها ما كسبنا) من الاعمال الرديثة (وتصرف بها عنا ما علينا) من الاوزار العصيانية (وتيسر لنا بها ما له خلقتا) من التقوى والعيادة الجسمانية والمعارف الروحانية (وتعيننا بها على ما امرتنا) به من اتباع الشريعة المحمدية (وتكشف بها عن قلوينا ظلمة سوه افعالنا) التي هي المعبر عنها بالرين والغين على القلوب الجاسية الارضية (وتوصلنا بها الى مقام الاحسان) وهو ان نعبذ
Shafi 81