وخلاله، وَالْجهَاد الَّذِي تلقت رايته بِالِاسْتِحْقَاقِ، [وَقَامَت بعرضه] كِفَايَة عَمَّن دونهَا من مُلُوك الْآفَاق، وَإِن الله سُبْحَانَهُ، نصر الدّين الحنيف، بسلفها فِي الْقَدِيم، ثمَّ تَدَارُكه بخلفها فِي هَذَا الأقليم، فضاء بنورهم صبح اللَّيْل البهيم، وأينع روض الْعِزّ فَلَيْسَ بالمصرح وَلَا بالمشيم، وتواترها صَدرا عَن صدر، وهلالا عَن بدر، وَولدا عَن أَب، وراثة حق وَنسب، من كل ملك صادح بِالْحَقِّ، مبرز فِي حلبة السَّبق، مراقب لله فِي الْخلق، وَهَمَّام يحِيل جِيَاد النَّصْر، ويطلع شمس السَّعَادَة فِي الْعَصْر. كلما أفل شهَاب ثاقب، طلع بَدْرًا فلاكه مفاخر ومناقب. صانوا حلل الْعليا عَن ابتذالها، وحفظوا على الْأَيَّام رونق جمَالهَا، وعالجوا الْملَّة الحنيفة من اعتلالها، وماذا عَسى أَن يبلغ القَوْل وَإِن اضطرد، أَو ينتهى الْمَدْح وَإِن شرد، فِي أنباء صحابة الرَّسُول وأنصاره، وسلالة سعد بن عبَادَة، وزيره الَّذِي لَا يضاهى فِي رفْعَة شَأْنه، وعلو مِقْدَاره، ووليه الَّذِي أعلن بإجلاله فِي قومه الْأَنْصَار وإكباره، وَقَالَ لَهُم لما أطل، قومُوا لسيدكم تسجيلا لعقد فخاره، إِلَى أَن ألبس الله طوق هَذِه الْخلَافَة النصرية، أشرفها فِي الْعَشِيرَة جيدا، وَأَكْرمهَا أَبَا وجدودا، وَجعل زمامها فِي أولى النَّاس بمقادتها، وأخصهم عِنْد إِحَالَة القداح بِسَهْم سعادتها، وأطولهم باعا فِي توفير الْخلال، الَّتِي يقتضيها، والمحامد الَّتِي يختارها ويرتضيها، مَوْلَانَا السُّلْطَان
1 / 85