نورا لامحا، وَبعث إِلَيْنَا نبيه الْكَرِيم، رَسُولا أَمينا، وهاديا ناصحا، فَعرفنَا برسالته، المستحيل من الجايز، والمحظور من الْوَاجِب، وَالْحَمْد لله الَّذِي تنزه فِي عَظمته، وتوحد فِي كبريائه، وتعلى ملكه الْقَدِيم، وسلطانه الْكَرِيم، فِي أرضه وسمايه، وأحاط علما بِأَسْبَاب كل أَمر وأحواله، وانبعاثه ومآله، وابتدايه وانتهايه، وصور نوع الْإِنْسَان بِحِكْمَتِهِ من الطين اللازب. نحمده سُبْحَانَهُ على مَا أجزل من إحسانه، وخول من رفده، ونسبحه آنَاء اللَّيْل وأطراف النَّهَار، وَأَن من شَيْء، إِلَّا يسبح بِحَمْدِهِ، ونعترف بِأَن كل عارفة ونعمة واكفة، ومنة تالدة أَو طارفة، فَإِنَّمَا هِيَ من عِنْده. ونبرأ من المجادلة والمناصب، ونشكره، عز وَجهه، على مَا أَسْبغ من الإنعام، ونقر لَهُ بالوحدانية، المنزهة عَن الِانْتِهَاء والانصرام، ونستزيد من مواهبه الفياضة، وعوارفه الجسام، وآلايه المحسبة المآرب، ونسله أَن يمدنا بالتوفيق والعصمة، ويصل لنا أَسبَاب الْعِنَايَة وَالنعْمَة، وينور أبصارنا بِنور هداه، الَّذِي يشفي من العما، وَيذْهب بالظلمة، ويحملنا من رِضَاهُ على أوضح الْمذَاهب، ونشهد أَنه الله، الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، الْغَنِيّ عَن الأنداد، المبرأ عَن الِاتِّصَال والانفصال، والصاحبة وَالْأَوْلَاد، الْمُنْفَرد بِالْقَبْضِ والبسط، والإعدام والإيجاد، الْملك الَّذِي لَا تفيض خزاينه على كَثْرَة المسترفد والراغب. ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الطّيب العناصر، وَنبيه العميم المكارم، الْعَظِيم المفاخر، وأمينة المحرز فضل الأول وَالْآخر، وَصفيه الطَّاهِر الْمُنَاسب، الْكَرِيم الضرايب. تخيره من أشرف القبايل محتدا ومنتسبا،
1 / 82