الصَّدقَات والبيعات
صدر عني فِي ذَلِك صدَاق مُنْعَقد على أُخْت السُّلْطَان أبي الْحجَّاج بن نصر للرئيس أبي الْحسن عَليّ بن نصر، مَا نَصه:
الْحَمد لله مانح أَسبَاب الهبات ومسديها، وفاتح أَبْوَاب الآمال الْبَعِيدَة المنال ومدنيها، وجاعل البركات الظَّاهِرَة، منوطة بِاتِّبَاع [أوَامِر] هَذِه الشَّرِيعَة الطاهرة، وَاجْتنَاب نواهيها. حمدا يصل المنن بالمنن، ويربط الْمَوَاهِب بالمواهب، الَّذِي أنشأ الْإِنْسَان، من نفس وَاحِدَة، وَجعل الْعَالم صِفَات حدوثها بعرمه شاهدة، وجاد على الخلايق من نعمه وعواطف رحماه، بِأَفْضَل صلات وَأكْرم عايدة، وأوردهم من موارد لطفه، كل عذب المشارب. هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة، ومنهى عباده، إِلَى مَا سبق فيهم. من سوابق الْإِرَادَة، وجاعلهم قسمَيْنِ، فمنية إِلَى الشَّقَاء ومنية إِلَى السَّعَادَة، لَا اعْتِرَاض على حكمه الْفَصْل، وَأمره الْغَالِب. تقدس عَن لواحق الْحَوَادِث والأغيار، وتعلى عَن هواجس الخواطر، وخطرات الأفكار، ووسع الأكوان، ظَاهرهَا وباطنها، باللطف الْخَفي، والجود المدرار، فشملت نعْمَته الهامية السَّحَاب. أوجر الْعَالم ليعبدوه، وألزمهم أَن ينزهوه ويمجدوه، وعرفهم وجوده الضَّرُورِيّ، ولولاه مَا عرفوه [وَلَا وجدوه] . وخلفهم فِي بطُون أمهاتهم، خلقا من بعد خلق، فِي ظلمَة الغياهب. شرع لنا الْإِسْلَام سَبِيلا وَاضحا، وأطلع [لنا من]] مراشده الباهرة
1 / 81