(لنرجع من تِلْكَ المعالم غدْوَة ... وَقد ذاع من ورد التَّحِيَّة طيب)
(ونستودع الرّيح الشمَال شمايلا ... من الْحبّ لم يعلم بِهن رَقِيب)
(وَيطْلب فِي جيب الْجنُوب جوابها ... إِذا مَا أطلت والصباح منيب)
(ويستفهم الْكَفّ الخضيب ودمعه ... غراما بحناء النجيع خضيب)
(وَيتبع آثَار الْمطِي مشيعا ... وَقد زَمْزَم الْحَادِي وحن نجيب)
(إِذا آثر الأحباب لاحت مُحَاربًا ... يخد عَلَيْهَا رَاكِعا وينيب)
(ويلقى ركاب الْحَج وَهِي قوافل ... طلاح وَقد لبا للنداء لَبِيب)
(فَلَا قَول إِلَّا أَنه وتوجع ... وَلَا حول إِلَّا زفرَة ونحيب)
(غليل وَلَكِن من قبولك منهل ... عليل ولاكن من رضاك طَبِيب)
(أَلا لَيْت شعري والأماني ضلة ... وَقد تخطىء الآمال ثمَّ تصيب)
(أينجد نجد بعد شط مزاره ... وَيكْتب بعد الْبعد مِنْهُ كثيب)
(وتقضي ديوني بعد مَا مطل المدا ... وَينفذ بيعي وَالْمَبِيع معيب)
(وَهل [اقْتضى دهري] فيسمح طالعا ... وأدعو بحظي مسمعا فيجيب)
(وَيَا لَيْت شعري هَل لحومي مورد ... لديك وَهل لي فِي رضاك نصيب)
(وَلَكِنَّك الْمولى الْجواد وجاره ... على أَي حَال كَانَ لَيْسَ يخيب)
(وَكَيف يضيق الذرع يَوْمًا بقاصد ... وَذَاكَ الجناب المستجار رحيب)
(وَمَا هاجني إِلَّا تألق بارق ... يلوح بفود اللَّيْل مِنْهُ مشيب)
(ذكرت بِهِ ركب الْحجاز وجيرة ... أهاب بهَا نَحْو الحبيب مهيب)
(فَبت وجفني من لآلىء دمعه ... غنى وصبري للشجون سليب)
1 / 63