Ra'ayi Akan Abi Al-Ala
رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه
Nau'ikan
عفاف وإقدام وحزم ونائل
أما إني منذ تركت الاستراحة إلى تفلسفه وتحريمه النسل فلسفة، وملت إلى البيان النفسي جعلت لا أقف عند هذه الظاهرة من فعل الرجل في ترك الزواج والنسل، بل أسأل نفسي: لماذا جانب أبو العلاء المرأة؟ ومضيت أبحث عن سر أبي العلاء، لم لم يتزوج؟
وللمرأة مكانها في فن صاحبنا مهما يكن القول الشائع عن رأيه في الزواج والنسل، ولقد جاءك من صورته الثانية التي لم يرسمها له مؤرخوه ولا دارسو أدبه ما قرأت في ص78 وما بعدها، من رأيه الحسن في المرأة، وهو - بدقيق حسه وصريح قوله وجريء تعبيره - يعطينا الكثير عن منزلة المرأة في هذا الفن، أو مكانتها في نفس الرجل؛ فقد تغزل غير قليل في شعره الذي يجمعه سقط الزند،
8
وفي هذا الشعر ما يمثل العهد الأول من عهود حياته، وهو عهد الشباب والأمل. ومهما يكن التقدير الفني لهذا الغزل عند دارسه، ومهما يكن الرأي أنه تقليدي، فإنه لا شك يدل على شعور بالمرأة، ومكانها في الفن وهو قدر لا مشاحة فيه. على أنه بعد ذلك في عهده الثاني لم تخل لزومياته الوقورة - بل لم يخل نثره - من حديث المرأة مع الخمر أو وحدها، فوق ما سمعت من ذلك في حديثنا السابق عن رأيه غير الشائع في المرأة؛ وصفا لها، أو حديثا عن حل الطيبات، أو عن الحرمان من كذا وكذا منها؛ كالطيف والرضاب ... إلخ. وإليك طرفا منه:
يا حبذا العيش الأنيق ولم ترم
هدم السرور من الخطوب زلازل
2: 159
ولا قصرت لي أم ليلى بشربها
حنادس أوقات علي طيال
Shafi da ba'a sani ba