255

Ra'ayi Akan Abi Al-Ala

رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه

Nau'ikan

وهو ما تقرؤه في نثره

5

إذ يقول: «نابي تاب، واليد ليست ذات أكناب،

6

فأنا للناس أخو جناب.»

7

ولعلك مستطيع أن تلمح في فشل طلبه العزلة مظهر ما يشكوه من مراودة آماله له مدى الدهر؛ لأن هذه العزلة انطواء على النفس يليق به ويريحه ويستطيع معه الفراغ للعلم والتأليف دون توسع في لقاء الناس، ولكنها النفس الإنسانية تنازعه وهو معها في غلاب، كما قال كثيرا فصدق الناس القول عن نفسه. وأما:

المرأة والنسل

فإن الرجل لم يحاول منهما شيئا، مهما يختلف قوله بشأنهما كما أسلفنا بيانه، وسوق غير القليل من متقابله، ولسنا نطمئن إلى أن الانصراف التام عنهما إنما كان من الرجل فلسفة تذهب إلى كذا وكيت، أو تلتزم ما رأت في ذلك من رأي؛ لأن الرأي كما أمضينا القول لا يتجه وجهة بعينها، والتفلسف لا يؤيده شاهد، بل تنقضه الشواهد، فلأي شيء ترك أبو العلاء حياة الأسرة تركا تاما؟ وهلا كانت نفسه تنازعه فيحاول ولا يصل كما فعل في العزلة مثلا؟ لن يفسر هذا الترك بالنفور من الناس؛ لأنه خالط كما سبق، كما لا أحسبه يفسر بالفقر وقلة المورد؛ لأن هذا الرزق الثابت كان يكفي أبا العلاء وخادمه، فكان يكفيه مع زوج مكان خادم. وهبها الحاجة وضيق ذات اليد، فهل تقوى الحاجة على منازعة نفسه فلا يحاول الاتصال بالمرأة أبدا حتى في عصر نشاطه واستعلائه على ضعفه وجده في سبيل النجاح حينما كان يطمع ويطمح ويقول:

ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل

Shafi da ba'a sani ba