Wasiku na Jahiz
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
Nau'ikan
صلى الله عليه وسلم
قبل ذلك مشهورا فيخاف العار في ترك مواساته، فكان إنفاقه على الوجه الذي لا نجد في غاية الفضل مثله، ولقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم : «ما نفعني مال كما نفعني مال أبي بكر».
وقد تعلمون ما كان يلقى أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم
ببطن مكة من المشركين، وحسن صنيع كثير منهم كصنيع حمزة حين ضرب أبا جهل بقوسه ففلق هامته! وأبو جهل يومئذ سيد البطحاء ورئيس الكفر وأمنع أهل مكة. ولقد علمتم أن الزبير سل سيفه واستقبل به المشركين لما أرجف أن محمدا قد قتل، وأن عمر بن الخطاب قال حين أسلم: لا يعبد الله سرا بعد اليوم، وأن سعدا ضرب بعض المشركين بلحي جمل فأراق دمه. فكل هذه الفضائل لم يكن لعلي بن أبي طالب فيها ناقة ولا جمل. وقد قال الله تعالى:
لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ، فإذا كان الله تعالى قد فضل من أنفق قبل الفتح لأنه لا هجرة بعد الفتح على من أنفق بعد الفتح، فما ظنكم بمن أنفق من قبل الهجرة ومن لدن مبعث النبي
صلى الله عليه وسلم
إلى الهجرة وإلى ما بعد الهجرة؟!
والحجة العظمى للقائلين بتفضيل علي قتله الأقران وخوضه الحروب. وليس له في ذلك كبير فضيلة؛ لأن كثرة القتل والمشي بالسيف إلى الأقران لو كان من أشد المحن وأعظم الفضائل وكان دليلا على الرياسة والتقدم، لوجب أن يكون للزبير وأبي دجانة ومحمد بن مسلمة وابن عفراء والبراء بن مالك من الفضل ما ليس لرسول الله
Shafi da ba'a sani ba