Wasiku na Jahiz
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
Nau'ikan
صلى الله عليه وسلم
في الهجرة فأذن له، فأقبل يريد المدينة، (فاعترضه) الكناني فعقد له جوارا وقال: والله لا أدع مثلك يخرج من مكة. فرجع إليها وعاد لصنيعه في المسجد، فمشت قريش إلى جاره الكناني وأجلبوا عليه فقال له: دع المسجد وادخل بيتك واصنع فيه ما بدا لك!
وحين رد أبو بكر جوار الكناني وقال: لا أريد جارا سوى الله! لقي من الأذى والذل والاستخفاف والضرب ما بلغكم. وهذا موجود في جميع السير. وكان آخر ما لقي هو وأهله في أمر الغار وقد طلبته قريش وجعلت فيه مائة بعير كما جعلت في النبي
صلى الله عليه وسلم ، فلقي أبو جهل أسماء بنت أبي بكر فسألها فكتمته، فلطمها حتى رمت قرطا كان في أذنها.
ثم الذي كان من دعائه إلى الإسلام وحسن احتجاجه حتى أسلم على يديه طلحة والزبير وسعد وعثمان وعبد الرحمن؛ لأنه ساعة أسلم دعا إلى الله وإلى رسوله.
وقالت أسماء بنت أبي بكر: ما عرفت أبي إلا وهو يدين بالدين ولقد رجع إلينا يوم أسلم فدعانا إلى الإسلام، فما رمنا حتى أسلمنا وأسلم أكثر جلسائه. ولذلك قالوا: من أسلم بدعاء أبي بكر أكثر ممن أسلم بالسيف. ولم يذهبوا في ذلك إلى العدد بل عنوا الكثيرة في القدر؛ لأنه أسلم على يديه خمسة من أهل الشورى كلهم يصلح للخلافة، وهم أكفاء علي ومنازعوه الرياسة والإمامة، فهؤلاء أكثر من جميع الناس.
ثم أعتق أبو بكر بعد ذلك جماعة من المعذبين في الله، وهم ست رقاب منهم: بلال وعامر بن فهيرة وزبيرة النهدية وابنتها، ومر بجارية يعذبها عمر بن الخطاب فابتاعها منه وأعتقها، وأعتق أبا عيسى، فأنزل الله فيه:
فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى
إلى آخر السورة.
وقد علمتم ما صنع أبو بكر في ماله، وكان ماله أربعين ألف درهم، فأنفقه في نوائب الإسلام وحقوقه. ولم يكن خفيف الظهر قليل العيال والنسل فيكون فاقد جميع اليسارين! بل كان ذا بنين وبنات وزوجة وخدم وحشم، ويعول والديه وما ولدا. ولم يكن النبي
Shafi da ba'a sani ba