الرابعة: طبقةُ أصحابِ التخريج من المقلِّدين: كأبي بكر الرازي وأضْرابه، فإنَّهم يقدرون على تفصيل قول مُجْمَل ذي وَجْهَين، وحكمٍ مُحتَمل الأمرَين.
الخامسة: طبقةُ أصحاب الترجيح من المقلِّدين: كالقُدروي، وصاحب "الهداية" وأمثالهما، وشأنهم: تفضيل بعض الروايات على بعض بقولهم: هذا أوْلى، وهذا أصحُّ رواية، وهذا أرفق بالناس.
والسادسة: طبقة المقلِّدين القادرين على التمييز بين الأقوى والقوي، والضعيف، وظاهر المذهب، وظاهر الرواية، والرواية النادرة: كأصحاب المتون المعتبَرة من المتأخرين، مثل صاحب "الكنز" (١)، وصاحب "الوقاية" (٢)، وصاحب "المختار" (٣)، وصاحب "المجمع" (٤).
_________
(١) أي: كنز الدقائق، لأبي البركات حافظ الدين عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، صاحب التفسير المشهور "مدارك التنزيل". تقدمت ترجمته ص ٣٥.
(٢) هو الإِمام تاج الشريعة محمود بن صدر الشريعة أحمد بن عبيد الله المحبوبي البخاري، وكتاب "الوقاية" انتخبه من "الهداية" وتقدمت ترجمته ص ٣٤.
(٣) هو مَجْد الدين عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي، ولد بالموصل سنة ٥٩٩، ورحل إلى دمشق، وأخذ عن جمال الدين الحَصيري، وتوفي سنة ٦٨٣ رحمه الله تعالى، صنف "المختار" في عنفوان شبابه، ثم شرحه وسمَّاه: "الاختيار". كما في "النافع الكبير" ص ٢٥. وقال اللكنوي في ترجمته في "الفوائد البهية" ص ١٠٦: "وقد كثر اعتماد المتأخرين على الكتب الأربعة: المختار، والكنز، والوقاية، ومجمع البحرين، وسمَّوها: المتون الأربعة المعتمدة، ومنهم من يعتمد على الثلاثة: الوقاية، والكنز، ومختصر القدوري".
(٤) هو مظفر الدين أحمد بن علي الساعاتي البَعْلبكي أصلًا والبغدادي منشأ، أخذ العلم عن ظهير الدين البُخاري صاحب" الفتاوى الظهيرية". واسم كتابه: =
1 / 48