لا يحلُّ الإِفتاء من الكتب الغريبة (١). انتهى.
وثانيها: أنَّ تجويزَ هذه الصَّلاة بتلك الكيفية لم يُنقل عن أئمتنا أبي حنيفة وأبي يوسُف ومحمد ﵏، ولا عن تلامذتهم، ومن يحذو حَذْوَهم، فلا يجوزُ الإِفتاء بها أخذًا من الكتب غير المتداولة.
قال في "القُنْية" (٢)، نقلًا عن "نوازل أبي الليث" (٣): قيل لأبي نصر: وقعت عندنا أربعة كتب؛ كتاب إبراهيم بن رستم (٤)، و"أدب القاضي" عن الخصَّاف، وكتاب "المجرَّد"، و"النوادر" (٥) من وجه
_________
(١) العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحمدية ٢: ٣٢٤.
(٢) لنجم الدين الزاهدي مختار بن محمود، توفي سنة ٦٥٨. من أعيان الفقهاء، وله عِدَّة مصنفات، إلَّا أنه مع جلالته متساهل في نقل الروايات. و"القُنْية" و"المجتبى" حَوَيا مسائل غريبة. كما في "الفوائد البهية" ص ٢١٢، و"النافع الكبير" ص ١٨.
(٣) نوازل أبي الليث، لأبي الليث السمرقندي، المتوفى سنة ٣٧٣ ﵀، وقد طبعت "فتاوى النوازل" بحيدرآباد الدكن سنة ١٣٥٥ بعناية السيد حيدر محمَّد الحَسَني القادري.
(٤) إبراهيم بن رُسْتم أبو بكر المَرْوَزي، تفقَّه على الإمام محمَّد بن الحسن، وسمع من مالك وغيره، وقدم بغداد، وروى عن أئمة الحديث كأحمد بن حنبل وغيره، وله "النوادر" كتبها عن محمَّد. توفي بنيسابور سنة ٢١١ رحمه الله تعالى. كما في "الفوائد البهية" ص ٩ - ١٥.
(٥) كتب النوادر للإِمام محمَّد بن الحسن الشيباني، منِ كتب غير ظاهر الرواية، وهي من الكتب التي نُقلت بطريق الآحاد، ولكن فاضتْ كتب المذهب بالنقول عنها، ومنها: نوادر محمَّد بن سَمَاعة، وإبراهيم بن رُسْتم، وهشام الرازي.
ولا ينبغي الاعتماد على كتب النوادر. قال الإِمام ابن الهمام في "فتح القدير" =
1 / 41