يذكره. وهذا كلُّه دليلٌ على عَدم العِبْرة به.
بقي الكلام فيما استندوا به من العبارات المذكورة والروايات المسطورة.
فأقول: إسنادهم بها مخدوش؛ لوجوه:
أحدها: أنَّ الكتب التي اسْتَندوا بها ليست من الكتب المشهورة المعتَمَدة، وقد ذكر ابن نُجَيْم المصري في بعض رسائله، ونقله عنه الحَمَوي (١) في حواشي "الأشباه والنظائر": أنَّه لا يجوزُ الإِفتاءُ من الكتب غير المشهورة.
وفي "تنقيح الفتاوى الحامديّةَ" (٢) نقلًا عن "الرسائل الزينيّة" (٣):
_________
= الهندي، جمع فيه المسائل وغريب الروايات. كما في "كشف الظنون" ١: ٧٠٢. توفي في حدود سنة ٩٢٠ كما في "نزهة الخواطر" ٤: ٧٥.
(١) هو العلامة الفقيه الأصولي أحمد بن محمَّد الحَمَوي، درس بالقاهرة ودرَّس بها، واشتهر ذكره لمشاركته في علوم كثيرة، وتخرج به علماء كثيرون. له مؤلفات في الأصول والفقه، منها: "شرح الكنز"، وحاشية على "الدرر والغرر"، و"غمز عيون البصائر شرح الأشباه والنظائر". توفي سنة ١٠٩٨ رحمه الله تعالى. انظر: "القواعد الفقهية" للندوي ص ١٧٢.
(٢) لمحمد أمين بن عابدين، واسمها: "العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية"، والفتاوى لمفتي دمشق وابن مفتيها: حامد بن علي بن إبراهيم العِمَادي، وكتابه "الفتاوى" في مجلدين، نقَّحَهُ ابن عابدين، وتوفي بدمشق سنة ١١٧١ رحمه الله تعالى. كما في "الأعلام" ٢: ١٦٢.
(٣) لزين الدين بن إبراهيم بن محمَّد، الشهير بابن نُجيم المصري. له: "الرسائل الزينية"، وهي ٤١ رسالة في مسائل فقهية، و"البحر الرائق شرح كنز الدقائق" و"الأشباه والنظائر". توفي سنة ٩٧٠ رحمه الله تعالى. كما في "الأعلام" ٣: ٦٤.
1 / 40