334

============================================================

القالسون نعم ، لا ينبغي لذي الهمة ان يتكل على الكتب، ولا أن يغتر بكثرتها عنده، فإنه من خانه الفهم لما حفظ لم ينفعه حفظه، ومن خانه القهم والحفظ لم تنفعه الدفاتر، يل تكون في مخزنه كالزرع وسائر المتاع، ولا يكون عالما بذلك، فاي شيء ينفع الجبان، سلاح محد، والا ميل جواد معد.

الفصل الرابع عشر: في ذكر آداب الكتب وما يتعلق بتحصيلها وضبطها ووضعها ونسخها ونحو ذلك وفيه أمور: الأول: قد علمت أن الحفظ قد انتقص، بل قد ذهب في كثير من الناس، وغلبة النسيان1، وأنه لابد من تقييد العلم بالكتب، كما وقع في الكتاب، وكان ذلك في الحديث، وما يسمع، ثم صار في المصنفات، وصار العلم كله إلى الدفات، إلا قليلا، وصار العالم هو ذو الملكة في تحقيق ما فيها، والخبرة بمظان ما يراجع منها، وأضحت الكتب آلة لصاحب العلم، عالما كان أو متعلما، وسلاحا وخزانة، ومن لم تكن له كان أعزل، فينبفي له حينئذ، وهو من أهم الأمور تحصيلها، إما بالملكية ارثا او شراء أو هبة، وهي أولى، وإما بعارية، فإن تعذر الملك، لإعواز الثمن، أو إعواز ما يشترى، فلينسخ أو لينتسخ إن أمكن، وهو أولى.

وليحذر مكيدة الشيطان، وهي أن يسول له، أن طلب العلم لا يكون بغير إعداد مثونة كافية، وان العلم لا يحصل من فير2 كتب، فيتعاطى أسباب الدنيا، من تجسارة أو مشارطة أو تحو ذلك، رجاء أن يستحصل المال، ليتمكن به الطلب وشراء الكتب واستنساخها، فيوشك حينئذ أن يتعوق عن العلم وينوت الغرض عياذا با لله تعالى، وذلك ا- ورد في ج: فكثير من الناس غلب عليه النسيان.

2 ورد فى ج: بغير.

Shafi 436