وُضِعَ عَلَى اللِّسَانِ يَكُونُ لَهُ طَعْمٌ، وَالرَّاسِنُ بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَقَدْ يَغُشُّونَ زُغْبَ السُّنْبُلِ (^١) بِزُغْبِ الْقُلْقَاسِ، وَمَعْرِفَةُ غِشِّهِ أَنَّهُ بِوَضْعِهِ (^٢) فِي الْفَمِ يُغْثِي، وَيُحَرِّقُ.
وَقَدْ يَغُشُّونَ الأفربيون (^٣) بِالْبَاقِلَّا الْيَابِسِ الْمَدْقُوقِ، وَقَدْ يَغُشُّونَ الْمَصْطَكَى بِصَمْغِ الْأَبْهَلِ (^٤)، وَمِنْهُمْ مِنْ يَغُشُّ الْمُقْلَ (^٥) بِالصَّمْغِ الْقَوِيِّ، وَمَعْرِفَةُ غِشِّهِ أَنَّ الْهِنْدِيَّ تَكُونُ لَهُ رَائِحَةٌ ظَاهِرَةٌ إذَا بُخِّرَ بِهِ، وَلَيْسَ فِيهِ مَرَارَةٌ. والأفتيمون (^٦) الإقريطشي يَغُشُّونَهُ بِالشَّامِيِّ، وَلَيْسَ بِضَارٍ، وَيَغُشُّونَهُ أَيْضًا بِزُغْبِ البسبايج (^٧)، وَمِنْهُمْ مِنْ يَغُشُّ الْمَحْمُودَةَ (^٨) بِلَبَنِ الْيَتُوعِ (^٩) الْمُجَمَّدِ، وَمَعْرِفَةُ غِشِّهَا أَنْ تُوضَعَ عَلَى اللِّسَانِ، فَإِنْ قَرَصَتْهُ فَهِيَ مَغْشُوشَةٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّهَا أَيْضًا بِنِشَارَةِ الْقُرُونِ، وَتُعْجَنُ بِمَاءِ الصَّمْغِ عَلَى هَيْئَةِ الْمَحْمُودَةِ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّهَا بِدَقِيقِ الْبَاقِلَّا، وَدَقِيقِ الْحِمَّصِ. وَمَعْرِفَةُ غِشِّ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنَّ الْخَالِصَةَ صَافِيَةُ اللَّوْنِ مِثْلُ الغرى، وَالْمَغْشُوشَةَ بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَقَدْ يَغُشُّونَ الْمُرَّ بِالصَّمْغِ الْمَنْقُوعِ فِي الْمَاءِ، وَصِفَةُ غِشِّهِ أَنَّ الْخَالِصَ يَكُونُ خَفِيفًا، وَلَوْنُهُ وَاحِدٌ، وَإِذَا كُسِرَ ظَهَرَ فِيهِ أَشْيَاءٌ
_________
(^١) السنبل شجر طيب الرائحة، له سنابل صغيرة، ويجلب من الهند. (ابن سينا: القانون: جـ ١، ص ٣٩٠ - ٣٩١؛ الرشيدي: عمدة المحتاج، جـ ٢، ص ٥٤٤؛ الملخص، جـ ١١، ص ١٩٧).
(^٢) في س "يوضع"، وما هنا من هـ فقط.
(^٣) الأفربيون نبات كثير العصارة، ساقه شوكية مستطيلة، وإذا شق هذا الساق خرجت منه عصارة لبنية لا تلبث أن تجف؛ وهو ينمو بافريقية والهند. (الرشيدي: عمدة المحتاج، جـ ١، ص ٢٣١).
(^٤) الأبهل نوع من النبات، يقارب ثمره النبق في الحجم، وهو أحمر اللون، فإذا تَمَّ نضجه اسودَّ، ورائحة الأوراق عطرية نفاذة، وطعمها حريف مرّ. (الرشيدي: عمدة المحتاج، جـ ٢، ص ٧٣٤).
(^٥) المقل صمغ شجر ينبت في اليمن وعمان. (النويري: نهاية الأرب، جـ ١١، ص ٣٢١).
(^٦) الأفتيمون نبات له أصل كالجزر وهو شديد الحمرة، وزهره أحمر، وبذره صغير؛ ويلتف هذا النبات بما يجاوره، ويكثر بجزيرة إقريطش وبرقة وجمال الشام، وكان يَتَّخِذَ كمسهل. (النويري: نهاية الأرب، جـ ١١، ص ٢٨٧، حاشية ٦؛ مجلة المشرق، سنة ١٩٠٨، العدد ١١، ص ٥٨٤).
(^٧) البسبايج نبات ارتفاعه نحو شبر، وهو دقيق الورق، ويوجد بين الأطلال والصخور. ولونه بين الأصفر والأحمر، وعروقه داخلها شيء كالفستق عفوصة وحلاوة. (النويري: نهاية الأرب، جـ ١٢، ص ١٩١، حاشية ٢).
(^٨) المحمودة - وتسمى أيضًا السقمونيا - نبات كثير الرطوبة والأغصان، وارتفاعه نحو ثلاثة أذرع، وورقه يشبه ورق اللبلاب، وزهره أبيض، وعصارته صمغية، وكانت هذه العصارة تستخدم بعد تجفيفها كمسهل. انظر (ابن البيطار: المفردات، جـ ٣، ص ١٧ - ١٨؛ ابن سينا: القانون، جـ ١ ص ٣٨٥ راجع أيضًا، (٦٧٠ - ٦٦٩ Heyd: Op. Cit. II. pp.) .
(^٩) البتوع نبات كثير العصارة مثل السقمونيا، وكان مستعملا في معالجة وجع الأسنان والجرب والقروح، بعد إضافة الخل أو الزيت إلى العصارة. (ابن البيطار: المفردات، جـ ٤، ص ٢٠٤ - ٢٠٧).
1 / 44