Nazm Mustaczab
النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب
Editsa
د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم
Mai Buga Littafi
المكتبة التجارية
Inda aka buga
مكة المكرمة
Nau'ikan
مِنْ بَابِ صَوْم التَّطَوُّع
قَوْلُهُ: "يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَعَشُوَراء" (١) مَمْدُودَانِ، وَهُوَ أفْصَحُ مِنَ الْقَصْرِ (٢)، مَأخُوذٌ مِنْ لَفْظِ الْعَاشِرِ مِنَ الْمُحَرَّمِ.
قَوْلُهُ: "أَيَّامَ الْبِيض" (٣) سُمِّيَتْ بَيضًا؛ لأَنَّهَا تَبْيَضَّ لَيَالِيَهَا بِطُلُوعِ الْقَمَرِ فِى جَمِيعِهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا (٤) وَقِيلَ: إِنَّ (٥) آدَمَ لَمَّا أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ اسْوَدَّ جَسَدُهُ، فَاُمِرَ بِصِيَامِهَا فَابْيَضَّ جَسَدُهُ، كُلَّمَا صَامَ يَوْمًا: ابْيَضَّ ثُلُثُ جَسَدِهِ. وَأصْلُهُ: بُيضَ بِضَمِّ الْبَاءِ، (وَإِنَّمَا) (٦) قَلَبُوا الضَّمَّةَ كَسْرَةً لِتَصِحَّ الْيَاءُ (٧).
قَوْلُهُ: "أَعْمَالَ النَّاسِ تُعْرَضُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ (٨) " يُقَالُ: عَرَضْتُ لَهُ الشَّىْءَ: أَىْ: أظْهَرْتُهُ لَهُ وَأَبْرزْتُهُ (لَهُ (٩» وَمِنْهُ: عَرَضْتُ الْجَارِيَةَ عَلَى الْبَيْعِ وَعَرَضْتُ الْكِتَابَ، وَعَرَضْتُ الْجُنْدَ وَاعْتَرَضُوا هُمْ (١٠).
قَوْلُهُ: "أُوْلَئِكَ فِينَا مِنَ السَّابِقِين" (١١) أَىْ: سَبَقُوا إِلَى عمَلِ الْخَيْرِ، فَسَبَقُوا (١٢) إلَى الْجَنَّةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ (١٣) قِيلَ: إِلَى الإِيمَانِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٌ، وَقِيلَ: مُصَلُّوا (١٤) الْقِبْلَتَيْنِ (١٥) وَالثَّانِى [خَبَرٌ] (١٦) أَىْ: هُمُ السَّابِقُونَ الَى الْجَنَّةِ.
قَوْلُهُ: "رَأى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً" (١٧) التَّبَذُّلُ: تَرْكُ التَّصَاوُنِ، أَىْ: تَارِكَةً لِلزِّينَةِ وَالتَّعَطُّرِ الَّذِى يَدْعُو الزَّوْجَ إِلَى الْمُبَاشَرَةِ. وَالْبِذْلَةُ وَالْمِبْذَلَةُ (١٨) - بِالْكَسْرِ: مَا يُمْتَهَنُ مِنَ الثِّيَابِ، وَابْتِذَالُ الثَّوْبِ: امْتِهَانُهُ. كَأَنَّهَا لَابِسَة ثِيَابَ الْبِذْلَةِ. وَقَدْ ذُكِرَ فِى الاسْتِسْقَاءِ (١٩).
قَوْلُهُ: "لَحْمِ نُسُكِكُمْ" (٢٠) أَىْ: ذَبَائِحِكُمْ. النَّسِيكَةُ: الذَّبِيحَةُ تُذْبَحُ لِلْقُرْبَةِ، وَالْجَمْعُ: نَسَائِكُ تَقُولُ مِنْهُ، نَسَكَ دَمَهُ يَنْسُكُ، وَقَدْ ذُكِرَ (٢١). وَالْمَنْسِك وَالمَنْسَكُ: الْمَوْضِعُ الَّذِى تُذْبَحُ فِيهِ النُّسُكُ أَيَّامَ
(١) ع: عاشوراء وعاشوراء وتاسوعاء: ممدودان وفى المهذب ١/ ١٨٨: روى أبو قتادة قال: قال رسول الله ﷺ: "صوم يوم عاشوراء كفارة سنة وصوم يوم عرفة كفارة سنتين".
(٢) الصحاح (عشر) وتهذيب اللغة ١/ ٤٠٩ والنهاية ٣/ ٣٤٠ والمصباح (عشر) ولغات مختصر ابن الحاجب ورقة ٤٦.
(٣) فى المهذب ١/ ١٨٨: ويستحب صيام أيام البيض.
(٤) النهاية ١/ ١٧٣ واللسان (بيض ٣٩٧).
(٥) ع: لأن.
(٦) وإنما: ليس فى خ.
(٧) الصحاح (بيض).
(٨) فى المهذب ١/ ١٨٨: ويستحب صوم يوم الاثنين ويوم الخميس لما روى أنه ﷺ كان يصومهما ويقول: إن أعمال. . . . الحديث.
(٩) له: ليس فى خ.
(١٠) فى الصحاح: وقد عرض العارض الجند واعترضهم. وفى اللسان، عن الصحاح: واعترضوا هم. وفى المحكم ١/ ٢٤٣: واعترض الجند على قائدهم. برفع الجند. وفى ع: واعترضوهم.
(١١) فى المهذب ١/ ١٨٨: سئل ابن عمر (ر) عن صيام الدهر فقال: أولئك فينا من السابقين. يعنى من صام الدهر.
(١٢) ع: فيسبقون.
(١٣) سورة الواقعة آية ١٠.
(١٤) ع: صلو إلى القبلتين.
(١٥) وقال الفراء: وكل من سبق إلى نبى من الأنبياء فهو منهم. معانى القرآن ٣/ ١٢٢.
(١٦) ساقط من خ.
(١٧) فى المهذب ١/ ١٨٨: آخى رسول الله ﷺ بين سلمان وبين أبى الدرداء فجاء سلمان يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة. . . إلخ الخبر.
(١٨) المبذلة: ساقط من ع.
(١٩) ص ١٢٤.
(٢٠) فى المهذب ١/ ١٨٩: روى عمر (ر) أن رسول الله ﷺ نهى عن صيام هذين اليومين (الفطر والأضحى) أما يوم الأضحى فتأكلون فيه من لحم نسككم وأمّا يوم الفطر ففطركم من صيامكم.
(٢١) ص ٧٧، ١١٦، ١٧٢.
1 / 177