239

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Editsa

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Mai Buga Littafi

المكتبة التجارية

Inda aka buga

مكة المكرمة

Nau'ikan

التَّشْرِيقِ (٢٢) قَدْ ذُكِرَتْ (٢٣).
قَوْلُهُ: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (٢٤) قَالَ الْهَرَوِىُّ (٢٥): لَيْلَةُ الْقَدْرِ: هِىَ اللَّيْلَةُ الَّتى يُقْدِّرُ اللهُ فِيهَا الْأَشْيَاءَ وَيُفَرِّقُ كُلَّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٢٦) أَىْ: مُحْكَمٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيت (٢٧) يُقَالُ: قَدَرَ اللهُ الأمْرَ (يَقْدُرُهُ قَدْرًا وَقَدَرًا، وَقَدَّرَ اللهُ الأمْرَ تَقْدِورًا) (٢٨) وَأنْشَدَ الأخْفَشُ (٢٩).
أَلَا يَا (لَقَوْمِى (٣٠» لِلنَّوَائِبِ وَالْقَدْرِ ... وَلِلأَمْرِ يَأَتِى الْمَرَءَ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِى
قَوْلُهُ: "إيِمَانًا" أَىْ: تَصْدِيقًا بِفَضْلِهَا، "وَاحْتِسَابًا" طَلَبًا لِثَوَابِهَا، يُقَالُ: فُلَانٌ يَحْتَسِبُ الْأخْبَارَ، أَىْ: يَطْلُبُهَا (٣١). قَالَ الْخَطَّابِىُّ فِى تَفسِيرِ الْحَدِيثِ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا" أَىُّ: نِيَّةً وَعَزِيمَةً يَصُومُهُ تَصْدِيقًا بِوُجُوبِهِ (٣٢) وَرَغْبَةً فِى ثَوَابِهِ، طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، لَا مُسْتَثْقِلَةً لَهُ، وَلَا مُسْتَطَيلَةً لِأَيَّامِهِ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
قَوْلُهُ (٣٣): "الْتَمِسُوهَا" أَىْ: اطْلُبُوهَا، وَالالْتِمَاسُ: الطَّلَبُ، وَالتَّلَمُّسُ: التَّطَلُّبُ مَرةً بَعْدَ أُخْرَى (٣٤).
قَوْلُهُ (٣٥): "أَسْجُدُ فِى صَبِيحَتِهَا" (٣٦) بِفَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِ الْبَاءِ (وَالصَّبِيحَةُ) (٣٧) مِثْلُ الصَّبَاحِ، وهُوَ نَقِيضُ الْمَسَاءِ.
* * *

(٢٢) .....................
(٢٣) ع: وقد ذكر وانظر ص ١١٧.
(٢٤) فى المهذب ١/ ١٨٨: ويستحب طلب ليلة القدر لما روى أبو هريرة (ر). . . الحديث. وانظر صحيح مسلم ١/ ٥٢٤ وسنن النسائى ٨/ ١١٨.
(٢٥) ٣/ ٨٣ مخطوط.
(٢٦) وانظر تفسير غريب القرآن ٥٣٤.
(٢٧) لم أجده لابن السكيت.
(٢٨) ما بين القوسين من خ وفى ع تقديرا وقدره قدرا، وفى المحكم ٦/ ١٨٤: وَقَدَرَ الله بذلك يقدُرُهُ ويقْدِرُهُ قَدْرًا وَقَدَرًا وقدَّره عليه وله، وكذا فى الصحاح والمصباح (قدر) واللسان (قدر ٣٥٤٦).
(٢٩) ذكر الأخفش فى معانيه ٣٧٢ أعطنى قَدْرَ شبر وَقَدَرَ شبر وتقول: قَدَرْتُ وأنا أقْدُرُ فأَمَّا المثل ففيه القَدْر والقَدَر. والبيت لهدبة بن خشرم كما فى اللسان.
(٣٠) خ: لقوم. والمثبت من ع والصحاح واللسان.
(٣١) فى غريب الخطابى ١/ ٨٤: خرج القوم يتحسبون الأخبار، أى: يطلبونها.
(٣٢) ع: لوجوبه.
(٣٣) فى المهذب ١/ ١٨٩: روى أبو سعيد الخدرى أن رسول الله ﷺ قال: التمسوها فى العشر الأواخر من شهر رمضان.
(٣٤) الصحاح (لمس).
(٣٥) قوله: ليس فى ع. وفى المهذب ١/ ١٨٩: روى أبو سعيد الخدرى أن رسول الله ﷺ قال: "رأيت هذه الليلة ثم أنسيها ورأيتنى أسجد فى ماء وطين".
(٣٦) خ: صبحتها.
(٣٧) خ: الصبحة، وفى الصحاح: والصباح: نقيض المساء، وكذلك الصبيحة.
بَابُ الاعْتكَافِ
الاعْتِكَافُ: هُوَ حَبْسُ النَّفْس فى الْمَسْجِدِ للهِ تَعَالَى. وَعَكَفَ عَلَى الشَّىْءِ يَعْكُفُ وَيَعْكِفُ عُكُوفًا (١): إِذَا وَاظَبَ عَلَيْهِ وَلَازَمَهُ، يُقَالُ: فُلَانٌ عَاكِفٌ عَلَى فَرْجٍ حَرَامٍ (٢)، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ﴾ (٣).
"وَالْمَسْجِدُ الأقْصَى" (٤) مَعْنَاهُ: الْأَبْعَدُ، وَالْقَصَا: الْبُعْدُ، يُقَالُ: حَلَّ فُلَانٌ الْقَصَا، أَىْ: الْبُعْدَ.

(١) من باب قعد وضرب كما فى المصباح، وانظر الصحاح (عكف).
(٢) الصحاح (عكف).
(٣) سورة الأعراف آية ١٣٨. وانظر مجاز القرآن ١/ ٢٢٧ وتفسير غريب القرآن ١٧٢.
(٤) فى المهذب ١/ ١٩٠: وإن نذر أن يعتكف فى مسجد غير المساجد الثلاثة بعينه =

1 / 178