314

============================================================

وإن قلت : لست أقول إلا أن الله جبر العباد وقسرهم، على ان يكونوا قوامين بالقط، لا حيلة لهم فى ذلك، ولامخرج لهم منه " لأن إرادة الله، جل وعز، نافذة، وامره الأمر الذى لا يرد ولا يغلب، على ما بينت عليه أصل مسالتك، وقدت عليه اعتقادك لزمك لنا ووجب عليك أن إرادة الله، عز وجل، لم تنفذ فى المشركين ولا الكافرين، 10 و ( ولا فى جيع العاصين . ا من جيع من لم يقم بالقسط، كما أمره الله، عزوجل، وافترض عليه، ونطق به القرآن، وجاءت به الرسل عن الله، جل ثناؤه، وأنه لزمه العجز عن هؤلاء القوم ، فلم ينفذ أمره فيهم ، ولا قوله لهم : (كونوا قرامين قفعصوه ولم يطيعوه، ولم ينفذوا امره، كما أنفذ الذين قال لهم ( كونوا قردة خاسيين(20 فيلزمك أنه اقوى على الذين جعلهم قردة، وقدر عليهم ولم يقدر، ولم مقو على الذين قال لهم: (كونوا قوامين بالقط) وإما هو امر واحد بكلمة واحدة، لافرق عندهم بين الأمرين ولا بين القولين .

فلابد لك من تعجيز الله، عز وجل، الذى لايعجز ولايغلب، وأن الأمرالذى اقررت لنا به من إرادة الله نافذة غير مردودة ولا مغلوبة، لم تتم على ما قلت ، وأنها قد انتقضت . لابد لك من ذلك، ولا حجة لك تدفعنا بها أبدا، فى هذه المسالة ولا غيرها، حتى ترجع إلى الحق، وتدخل فى دين الإسلام من ذى قبل، لتفرد وتتقد ان الله ، تبارك وتعالى ، اواد من القوم الذين قال لهم : (كونوا قردة خاسيين 0ى اراده م وهر وجبر، لا حبدةلهم ليها، ولا مخج لهم منها، ولا مص لهم عنها .

ولا سبيل لهم إلى تركها لما عصوا، فاختاروا الكفر على الايمان، واستحقوا النكال والمسخ باختيارهم ، لا بما أراد ولا بما قضى(1)، ولا بما خلق من فعلهم، وأن القوم الذين قال لهم: كونوا قوامين بالقط إنما أراد منهم القيام بالقسط تخييرا لهم لاجبرا ولا قسرا ، إذ هو الذى لا يمتنع عليه امر يريده، عز وتعالى، وإلا فما العجز عن نفاذ الأمر19..

Shafi 314