313

============================================================

قلنالك : كذلك الله، عز وجل، ولكن اعرف ما يلزمك فى قولك عليه بالجبر، وافهم ما ياتيك فى آخر المسالة، فإن فيه فضيحتك وانقطاعك ثم نقول لك : قد اقررت ولزمك أنه لا يمتنع على الله، عز وجل، شيء، ولا يغلبه اذا أراده وامربه.

فإذا قلت : نعم . قد اقررت ولزمنى ما قلتم. لأنك لو قلت غير هذا كفرت .

قلنا لك : فما معنى (1) قوله، عز وجل،: كونوا قردة خاسعن مى/(11)، هذا وول جبر جبرهم عليه أم تخيير منه لهم، إن شاعوا فعلوا، وان لم يشاهوا لم يفلرا4..

فإن قلت : بل هم مخيرون تخييرا، إن شاعوا فعلوا، وصاروا قردة، وإن لم يشاعوا لم يصيروا قردة لزمك أن الخلق مخيرون تخييرا، من أراد اطاع، ومن أراد عصى.

على أن ليس قولنا ان القوم الذين قال لهم كونوا قردة خاسئين، مخيرين فى ذلك تخييرا. ولكن قولتا : إنهم مجبورين جرا وقرا.

وإن قلت : لا اقول إنهم مجبرون تخييرا، ولكنى أقول : انهم مجبرون جبرا وقسرا لا بد لهم من ذلك، لأن إرادة الله وأمره لابد من نفاذه، ولذلك صاروا قردة خاسيين، لابد لهم من ذلك.

قلنا: صدقت هذا هو الحق، فا تقول فى قول الله، عز وجل، حيث يقول للناس (كونوا قوامين بالقط(2)، هل اراد ذلك منهم جبرا جبرهم عليه، و(قسرا)(1) قسرهم على فعله 9...

فان قلت : لا، لم يجبرهم، ولم يقرهم . وجب لنا عليك، ولزمك أن العباد خيرون تخييرا فى الطاعة، غير مبيورين ولا مكرهين ولا مقورين، ورجعت عن قولك، ودخلت مع أهل الحق .

(1) فى الاصل : منا.

(1) ورة البقرة : آية 15.

(4) سورة الناه : الآية 14.

(4) زهادة من الهامش

Shafi 313