============================================================
فهذا هو دين الله، عز وجل، الذى تعبد به الاولين والاخرين، وجاء به عنه المرسلون، ونطق به الكتاب المبين، والحمد لله رب العالمين وقد قال لنبيه ، صلى الله عليه ، يعزيه: ولوشاء ربك لآمن من لهي الأرض كلهم م(1)، اى قسرا وجبرا، وإنما خيرهم، ليستحقوا لما خيرهم ، إما الثواب وإما العقاب، قوله : ({ أفأنت تكره الناس حثى يكونوا مؤمبين ( (2) فإن قال قائل : فاى إكراه اكبر من اليف ؟!.. قلنا : لم يعن الله، عز وجل، الإكراه بالسيف فى هذه الموضوع ، إما عنى (2) إكراه القلوب وجبرهم على الايمان، فذلك ما لا يطيقه النبى، صلى الله عليه، ولو كان عنى إكراء الحرب، لم يكن للآية معنى؛ لأنه قد أكرههم بالسيف بعد البيان، والامتناع والحمية، وبعد الابلاغ والإنذار، فامره بقتالهم ، وهذا الإكراه ليس هو إكراء القلوب وقرها على الإيمان.
ولو كان الأمر على ما قالت المجبرة لم يجز فى الحكمة، ولا فى العقول، ان يقول 101ظ / لمن قد اكره ( الناس، وفرغ (1) من اكراههم : (افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، فافهم هذا الجواب، وانظر فيما ذكرنا، ورسمنا لك من الحق، فلن تجد الهمبرة سبيلا إلى نقضه على أهل العدل أبدا، والحمد لله رب العالمين .
(1) حورة هونس : الأمة 19.
(1) وره هونس : الأية نفسها.
(4) في الأصل : هنا.
(4) فى الأصل : وفررع
Shafi 315