ولم يزل على حاله إلى سنة بضع وتسعين ومائة وألف، فوصلت رسالة من السيد عقيل بن عمر الحضرمي وهو رجل ساكن ب(مكة) المشرفة كثير التجارة، متصوف، منحرف عن أهل (مكة) لا يخالطهم، ولا يصلي معهم، ولكنه رجل صالح عامل كثير العبادة والتقبيح لما يفعله الولاة والانكار لما يقبضه الجباة، وربما زعم أنه من طلائع (المهدي المنتظر) (1) وله أتباع من الفقراء يطعمهم ويقوريهم [15أ-ب] في رسائله (2) وهي مشتملة على معنى ما ذكرناه من أحواله، وكان يحسن إلى صاحب الترجمة ((وكثيرا ما يتواصلا في (مكة) فلما وصلت تلك الرسالة وكان صاحب الترجمة)) (3) ب(الحديدة) (4) متوجها للحج فقرأها في الجامع، فزعم حاكم (5) الحديدة أنه دعى إلى المهدي المنتظر، وفعل مرسوما (6) رفع به إلى حضرة الإمام المنصور بالله بن المهدي فأمر الإمام بطلوعه إلى (صنعاء) تحت الحفظ، فركب بحرا وسافر إلى (مكة) واستقر فيها بقية عمره، وكتب له الإمام خط أمان في رجوعه فلم تطب نفسه بمفارقة البيت العتيق، واتصل بأمير (مكة) وأشرافها وأخذ جوائزهم وكان الشريف سرور (7)
Shafi 105