وقد ترجم له القاضي أحمد قاطن في (دميته) فقال: (هو ذو الذهن الوقاد، والفكر المشتعل النقاد، الحاوي لخصال الكمال بأكمل الخصال، الراقي إلى أوج البلاغة في جميع الأحوال، إن وعظ خلته الحسن، وإن خطب أعلن السنن وأيقظ الوسن(1) ، وقلد المنن ونغص الشجن، وحبب الحسن، وضيق العطن، ووسع الحزن وشجع الجبان، وشيع الجنان، وزين الجنان، وشيد الأمان، يخلط الترغيب بالترهيب، والتبعيد بالتقريب، والوعيد بالوعد، والمطر بالرعد، وإن فاكه الإخوان فجنة قطوف آدابها دان، وثمراتها أفنان ذات حلو وألوان طعمها شهي، ونظرها بهي، تلتذ بها الأسماع قبل وصولها إلى الرقاع كلها زهور وأنوارها سرور، وإن هزل خلت الحصى درا والشعير برا (2) والقمري (3) هرا، والجهر سرا، والحلو مرا، والصبر جزعا والوقار هلعا، والعالي في رتبة القصور، ولدغ الذباب كالزنبور، وإن تصوف أراك محبة الاتباع مزرية بمحبة الابتداع [25ب-ج]، وسلك بالطريقة إلى درر الحقيقة، فالتقطت بسفينة النجاة جواهر الإحسان، ووصلت إلى المحبوب بكمال الإيمان، وإن سافر فنعم الأنيس للمسافر كالبدر السافر، والخبير المسائر(4) ، والحبيب المسامر، يؤثر على نفسه الرفيق، ويهديه إلى أوضح طريق، ويقضي له ما يريد/ ويبدي له البشر ويعيد)(5) . انتهى كلامه.
[(6/) استطراد ترجمة: عقيل بن عمر الحضرمي]*
Shafi 104