ونشأ صاحب الترجمة [14ب-ب] في حجر جده، ولما عاد والده البدر إلى (صنعاء) تخرج عليه، وأخذ عنه في علوم الآلة، والحديث والتفسير، وقرأ عليه أكثر مؤلفاته، واستنابه والده في الخطابة ب(جامع صنعاء) (1) لما عزم إلى (تعز) حسبما يأتي ذكر ذلك في ترجمته، واستنابه أيضا في نظر الأوقاف وكان له صوت حسن جدا، وحفظ القرآن حفظا متقنا وجوده على مشايخ مشائخ الحرمين، وكان حسن الأداء، حسن الإملاء، لطيف الشمائل ظريفا، كثير الاستشهاد بلطيف الأشعار، والتوشيح بعجيب الأخبار لا يتلعثم في الخطاب، ولا يتوقف ولا يخرج من كلام إلى كلام [25أ-ج] آخر ، ولا يمل حديثه، وكان له اقتدار باهر على الجد والهزل في موقف واحد، فتراه يعظ (2) حتى يبكي الحاضرين، ثم يمزح ويأخذ في الهزل حتى يضحكهم، ويحسن الشيء حتى يرغب فيه السامع، ثم يقبحه في حالة واحدة حتى ينفر عنه؛ وكان لا يستقر على حال بل يوافق كل واحد، على مراده ويساعدهم على مطلوبهم، ويدخل فيما هم فيه، ويجالس العلماء والأولياء وأرباب الدولة والتجار والعوام وغيرهم؛ ويخوض مع كل أحد منهم بمقتضى حاله؛ وتردد إلى (مكة) المشرفة مرارا عديدة [36-أ] ولقى بها المشايخ المشائخ فأخذ عنهم وكان يميل إلى (الصوفية)(3) ويشتغل بكتبهم ويسلك سبيلهم؛ وكان والده منحرفا عنهم أشد الانحراف فربما تألم من ولده صاحب الترجمة لذلك.
[ممن ترجم له]
Shafi 103