وأما سائر صفاته العلية وسماته المصطفوية، وخلاله النبوية، وأحواله المرضية، ولطف طباعه وكرمه ومروءته وورعه وزهده وسكينته ولين جانبه وقوة ساعده في جميع الكمالات، ووفور عقله ومعرفته بالحقائق ونقادته وسعة صدره، وسلامة طويته، وحسن عقيدته وطريقته فكل ذلك مما لا يمكن التعبير عنه، فإنه شيء يفوت العد ولو شرحت قطرة من بحاره لخشيت والله من التكذيب، ولا يهمني من لم يعرف الحقيقة، وما أقول إلا كما قال القاضي أحمد بن خلكان(1) في ترجمة الشيخ كمال الدين بن يونس:(2) : (وهذا مع رئاسة قعساء، وضخامة جليلة، وشرف باذخ، ونفس أبية، وهمة علية، وحظ كبير، وجاه عظيم، وديانة صميمة، وورع وطهارة، ولقد أخبرني مرارا أنه يمتنع في النوم من الوقوع في الشبهات كما يمتنع في اليقظة، ولم يحتلم قط في المنام إلا بمن يحل له وطئها؛ وقد روي نحو هذا عن بن سيرين (3)رحمه الله، وفي هذا المعنى يقول أبو الحسن بن طباطبا(4).
الله يعلم ما أتيت خنا ... إن أكثر العذال أو سفهوا [15ب-ج]
ماذا يعيب الناس من رجل ... خلص العفاف من الأنام له
يقضانه ومنامه شرع ... كل بكل منه مشتبه
إن هم في حلم بفاحشة ... زجرته عفته فينتبه
Shafi 82