وأخذ على والده في التفسير، فقرأ في (الكشاف)، وحاشيته لسراج الدين ولسعد الدين، مع المراجعة لكتب التفسير، وأكثر الحواشي، والبحث فيما يتعلق بعلوم التفسير من كتب الإعراب والبيان والقراءات (1) وأحكام القرآن والنظر في شروح الشواهد الشعرية واللطائف الأدبية، والتعليق للأنظار الحسنة، والجوابات على المشكلات، والغوص لإستخراج الدقائق، والتوفيق بين المتعارض والتطبيق على القواعد، وبالجملة فإن قراءته على والده في العلوم العقلية والنقلية [10ب-ج] مما لا (يمكن) وصف تحقيقها تحققها وإتقانها وضبطها وبلوغها في الحسن غاية الكمال حتى ضربت (بها) الأمثال، وأقسم بالله ما وصفت إلا دون ما عرفت، ولا ذكرت إلا بعض ما علمت {ولا ينبئك مثل خبير} [فاطر:14] فإني لازمته في ابتداء طلبي للعلوم ولم أفارق حضرته ليلا ولا نهارا [8أ-ب] إلا في وقت النوم فرأيت من علمه ما يبهر الألباب [14-أ] وما يتعذر التعبير عنه ولو أتيت بكل نوع من الخطاب، ووقفت على الكتب التي قرأ فيها على والده فوجدت العجب العجاب، فلم أر مشكلا إلا وقد أجاب عنه، ولا بحثا غريبا إلا وقد نبه عليه، ولا وهما إلا وقد رده، ولا مطلقا إلا وقد قيده، ولا مهملا إلا وقد ضبطه، ولا مسألة تحتاج إلى مزيد نقل إلا وقد نقل عليها من الكتب والحواشي من مواضع قل إن يهتدي إليها من ليس له اهتمام إلا بذلك الفن فقط فكيف بمن تصدى لجميع الفنون (ورضع) في كل فن منها ما يقصر عنه إمام ذلك الفن، ورأيت التبليغات والسماعات بخط والده في جميع ما ذكرت مع كوني بحمد الله ممن لا تخفى عليه الحقائق، ولم أقصر في ميدان العلوم عن شأو السابق.
[من مقروءات المؤلف على صاحب الترجمة]
Shafi 72