قلت: وفي خلال ذلك ارتحل صاحب الترجمة [10أ-ج] مع والده من (كوكبان) إلى (صنعاء) ((كما سيأتي ذكر ذلك في ترجمة والده فكان وصولهما إلى (صنعاء) من نعم الله))(1) على أهلها الجليلة وأياديه الجزيلة ، فإنه بسببهم انتشرت العلوم، وظهرت الفنون، وتخرج الأعيان وطال صيتهم في جميع البلدان، واعتنى العلماء بالقراءة عليهما، والرواية عنهما، وأخذ أسانيدهما العوالي والفوائد التي لا توجد إلا عندهما وذلك من فضل الله تعالى ونعمته، وأخذ صاحب الترجمة على والده في علم الحديث (2) فقرأ (صحيح البخاري) واستكمل أكثر شرحه: (فتح الباري) و(القسطلاني) والمراجعة لغيرهما، والبحث على الرجال في كتب الجرح والتعديل (3) ثم قرأ (صحيح مسلم) هو وجماعة من العلماء ب(صنعاء)، وفاته مواضع يسيرة منه؛ وقرأ (الموطأ) للإمام مالك و(صحيح الدارمي) و(الترغيب والترهيب) للحافظ المنذري، وكثيرا من (سنن البيهقي الكبرى)، وشطرا من (شرح الجامع الصغير) للمناوي، و(شرح العمدة) لابن دقيق العيد، وكثيرا من (طرح التثريب) للحافظ العراقي، وقرأ في (جامع الأصول) إلى أخر حرف التاء المثناه من فوق، وأجازه والده في جميع مقروءاته ومسموعاته ومجازاتها ومؤلفاته، وقد جمعت أسانيده، وطرقه إلى كتب الحديث في جزء، وترجمت لجميع المشايخ المشائخ ورجال السند في كتابي الموسوم: ب(قرة النواظر).
[مقروءاته في التفسير]
Shafi 71