نظمه، واستواء نسجه، ووقوع لفظه في مواقعه، ولأن معانيه تصح بالنقد، وتخلص على السبك. أبو تمام يتبهرج شعره عند التفتيش والبحث، ولا تصح معانيه على التفسير والشرح.
١٧ - قال صاحب أب يتمام: لئن أسرفتم في الذم، وبالغتم على صاحبنا في الطعن، وتجاوزتم الحد الذي يقف عنده المحتج المناظر، إلى مذهب المسقط المغالط، والمتعصب المتحامل - فلسنا نمنع أن يكون صاحبنا قد وهم في بعض شعره، وعدل عن الوجه الأوضح في كثير من معانيه، وغير منكرٍ لفكر نتج من المحاسن ما نتج، وولد من البدائع ما ولد، أن يلحقه الكلال في الأوقات، والزلل في الأحيان. بل من الواجب لمن أحسن إحسانه أن يسامح في سهوه، ويتجاوز له عن زلله، فما رأينا أحدًا من شعراء الجاهلية سلم من الطعن، ولا من أخذ الرواة عليه الغلط والعيب.
هذا الأصمعي قد عاب امرأ القيس بقوله:
وأركب في الروع خيفاتةً ... كسا وجهها صعفٌ منتشر
وقال: شبه شعر الناصية بسعف النخلة، والشعر إذا غطى العين لم يكن الفرس كريمًا، وذلك هو الغمم، والذي يحمد من الناصية الجثلة، وهي التي لم تفرط في الكثرة فتكون الفرس غماء، والغمم مكروه، ولم
1 / 37