أراد إذا سقط المطر رعيناه، يريد رعينا النبت الذي يكون عنه، ولهذا سمى النبت ندى؛ لأنه عن الندى يكون، وقالوا: ما به طرقٌ، أي ما به قوة، والطرق: الشحم، فوضعوه موضع القوة؛ لأن القوة عنه تكون، وقولهم للمزادة: راوية، وإنما الرواية البعير الذي يسقي عليه الماء، فسمى الوعاء الذي يحمله باسمه، ومن ذلك الحفض متاع البيت، فسمى البعير الذي يحمله حفضًا.
ومن ذلك قول المسيب بن علسٍ:
وتمد ثنى جديلها بشراع
أراد بدقلٍ، فقال: بشراع؛ لأن الشراع عليه يكون.
وهذا باب واسع، وأيسر من أن يحتاج إلى استقصائه.
وبعد؛ فلو كان هذان البيتان خطأ - كما ادعيتم وأخذتم على هذا الشاعر المجتمع على إحسانه غلطًا من غيرهما في شعره - لما كان بذلك داخلا في جملة المسبوقين، ولا الخطاطئين في الشعر؛ لجودة
1 / 36