341

وإن كان لا يمتنع أن يريد به الموت أيضا.

وظاهر « اللقاء ) فى اللغة يقتضى ما لا يقوله القوم ، لأنه يقتضى المماسة ، ولذلك يستعمل فى الأجسام إذا تضامت (1)، ويستعمل فيما نقيضه المفارقة (2)، وإنما استعمل ذلك فى الإنسان مع غيره ، لأنه يدنو منه عند اللقاء ، فيصير فى حكم المضام له ، وهذا مما لا يجوز فيه تعالى ، فكيف يستدل بذلك على الرؤية؟!

** 299 مسألة :

قلبه ، فقال : ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم ) [87].

والجواب عن ذلك قد تقدم من قبل ، من حيث بينا أن الطبع سمة وعلامة يعرف بها حال المطبوع عليه ، لما فيه من الصلاح واللطف ، وبينا أن ذلك لا يمنع فى الحقيقة ، ودللنا عليه بوجوه (3).

والتعلق به فى هذا الموضع أبعد ؛ لأنه تعالى لم يضف طبع قلوبهم إلى نفسه ، وبينا فيما هذا حاله أنه لا ظاهر له فى أن الفاعل من هو (4)؟

وقد يجوز أن يراد بذلك : أنهم لشدة تمسكهم بالنفاق صار ذلك بمنزلة أن يفعل فى قلوبهم الطبع ، وهذا كقوله : ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) (5) فجعله. « ربنا » لأنه يصير كالصدإ الذى يلحق القلب ويتركب

Shafi 342