204

أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ) [123] يدل على أن العبد يفعل ويعمل ويستحق الجزاء عليه.

ويدل أيضا على أن المرتكب للكبائر لا بد من أن يجازى عليها ؛ لأنا قد بينا أن الجزاء هو الواقع (1)، فاذا أخبر أن من يعمل سوءا يجز به وثبت صدقه فى إخباره وجب القطع على ذلك.

وكان الحسن رحمه الله يقول : « إن أناسا غرتهم أمانى المغفرة ، خرجوا من الدنيا وليست لهم حسنة ، يقولون : نحسن الظن بربنا ، لو أحسنوا الظن به لأحسنوا الطاعة له )،!

** 173 مسألة :

جسم يجوز عليه الإحاطة ، فقال : ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ، وكان الله بكل شيء محيطا ) [126].

والجواب عن ذلك : أن اللغوى إذا أطلق هذه اللفظة فإنما يريد بها ما لا يعقل من الأعيان ؛ لأنه لو قيل لأحدهم : ما عندك؟ لأجاب بما هذا حاله ، ولم يحسن أن يجيب « بذكر الحركات (2) والسكنات ، وعندنا أن ما فى السموات والأرض لله تعالى ومن فعله.

وبعد ، فإن قولنا فى الشيء : إنه لله ، لا يدل على أنه فعله ؛ لأن هذه الإضافة تتصرف على جهات ، فمن أين أن المراد بها الإضافة الفعلية دون سائر الإضافات؟

فإن قال : فإذا دلت الآية ، من حيث الإضافة ، على أنه تعالى مالكها ، دل على أنه القادر عليها ، وذلك يعود إلى ما قلناه.

Shafi 205