فإذا أردت الحج فكفر أيمانك، وأوف بنذرك، واقض دينك، وتخلص من تبعاتك، وصل أرحامك، واعتب على من وجد عليك من جيرانك وأخوتك، ووسع من زادك ليتسع خلقك، فإذا وقفت راحلتك وأردت الخروج، فصل ركعتين في منزلك وقل: »اللهم إنك افترضت الحج وأمرت به، فاجعلني ممن استجاب لك، واجعلني من وفدك الذي رضيت وارتضيت وكنيت وسميت، فإذا أردت أن تركب راحلتك، فسلم على أهلك وودعهم، وأظهر لهم الشفقة، فإذا ركبت فقل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والولد والمال، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا بحسب صنيعك، وقل: اللهم أنت معي في سفري، وأنت مع خلقك أينما كانوا، فاحفظني في سفري واخلفني في أهلي، فإذا سرت فقل: الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا القرآن ومن علينا بنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فإذا ركبت فقل: الحمد لله الذي حملنا في البر والبر ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، والحمد لله رب العالمين، فإذا صعدت* شرقا فكبر، وإذا هبطت فسبح، وقال قوم: إذا هبطت فاحمد الله وإذا نزلت منزلا فقل: الحمد لله الذي بلغنا سالمين، اللهم ربنا أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين، اللهم ارزقنا بركة منزلنا هذا، واصرف عنا شره وبأسه ووبأه* فإذا أقدمتنا من منزل إلى منزل فأبدل لنا ما هو خير منه، ولتحسن خلقك لرفيقك، ووسع من زادك ما قدرت عليه ليتسع خلقك، وإن استطعت أن تودع المنزل بركعتين فافعل، فإذا انتهيت إلى المواقيت التي وقتها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي: الحليفة لأهل المدينة، ولملم لأهل اليمن، والجحفة لأهل الشام، وقرن لأهل نجد، وذات عرق لأهل العراق، فإذا بلغت إلى أحد هذه المواقيت وأردت أن تحرم فادهن بدهن لا طيب فيه، من خل أو زيت أو ما أشبهه، ثم اغتسل بسدر* أو خطمي* إن أمكنك ذلك، وإلا أجزأك الوضوء، ثم تلبس بثوبي إحرامك ثوبين جديدين لم يكونا لبسا، أو غسيلين* مذ غسلا لم يلبسا، يستحب ذلك، وإلا أجزأك الإحرام بثيابك التي عليك، ثم تصلي ركعتين إن لم تكن قد حضرت* صلاة مكتوبة، فإذا سلمت وأردت الإحرام، إن أردت أن تحرم بعمرة، فقل بعد أن تسلم من صلاتك وتعقد النية على ما تريد أن تعقد عليه الإحرام، فتقول لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، لبيك بعمرة أو بحجة تمامها وبلاغها عليك، تقول ذلك في مقامك ثلاث مرات، ثم تقوم فتركب راحلتك وأنت تلبي، فإذا سارت بك راحلتك فقل كما وصفت لك أول مرة من التحميد والتكبير والثناء على الله تعالى، وتقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، تقول ذلك وأنت مع ذلك تلبي، وتلبي بالأسحار وتلبي إذا طلع الفجر وتلبي وأنت على غير وضوء، وقد قيل تلبي وأنت جنب، واجتنب في إحرامك غشيان النساء والحلي ولبس الحرير، ولبس الثياب المصبوغة بالورس* والزعفران والمشبع بالشوران* غير الملون، واجتنب الطيب، ولا تلبس في إحرامك السراويل ولا قميصا ولا عمامة ولا كمة*، ولا الخفين، ولا بأس بالنعلين، ولا يلبس المحرم شيئا ينزع عنه إذا مات، ويكره لبس الخاتم، وبعض لم ير بالخاتم بأسا، وإن لبست شيئا من ذلك لزمك الجزاء، واجتنب الصيد، ولا تصد وأنت محرم، فإن ذلك حرام على المحرمين، ولا يأكل لحم الصيد، ولا يقطع شيئا من شجر الحرم، ولا يقطع التلبية حتى يقدم مكة، فإذا قدمت مكة، ووقفت على باب المسجد، ونظرت إلى الكعبة، أمسكت عن التلبية، بعد أن تنظر لنفسك موضعا تنزل فيه، فإذا نزلت من منزلك وأردت البيت فاغتسل، إن أمكنك ذلك، وإلا أجزأك الوضوء، فإذا أتيت البيت ونظرت إلى الكعبة فقل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، اللهم زد بيتك هذا شرفا، وتعظيما وتكريما ومهابة، وزد من عظمه وشرفه وكرمه، ممن حجه واعتمره، تكريما وإيمانا وبرا من عبادك الصالحين، فإذا وقفت على الباب وأردت الدخول فقل: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، فحينا بالسلام، وأدخلنا دار السلام، فإذا قصدت ماضيا إلى البيت وأنت تمشي، فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم إن البلد بلدك، والبيت بيتك، جئت أطلب رضاك، وتمام طاعتك، متبعا لأمرك، راضيا بقدرتك، أسألك مسألة البائس الفقير، وأدعوك دعاء الخائف المستجير، المضطر إليك، المستسلم لأمرك، الخائف من عذابك، المشفق من عقوبتك، أن تستقبلي بعظيم عفوك، وأن تجود لي بمغفرتك، وأن تعينني على أداء فرائضك، ثم تحمد الله وتسبحه، وتهلل وتكبر* وتصلي على محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - وتستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات، فإذا أتيت الحجر فقل: اللهم كثرت ذنوبي، وضعف عملي، فاغفر لي ذنوبي، وتقبل موتي، وأقلني عثرتي، وتجاوز عن خطيئتي، وحط عن وزري، فإذا أتيت إلى الحجر لتستلمه فقل: اللهم إليك بسطت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاجعل جائزتي فكاك رقبتي، واسعدني في دنياي، وآخرتي، ثم قف حيال الحجر، ثم تحمد الله وتهلل وتسبح* وتكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وتصلي على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات، ثم تأخذ في الطواف، فإذا أردت الطواف فلذ بركن الحجر قليلا، بقدر ما لا ترى الباب، ثم تأخذ في الطواف عن يمينك، وتقول عند ركن الحجر: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، اللهم إني أسألك إيمانا بك، وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعا لسنتك، وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم تمشي في الطواف وأنت تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله، وسلم تسليما، فإذا قصدت الباب فقل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، اللهم ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وقنا شح أنفسنا، واجعلنا من المفلحين، ثم تمشي وأنت تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم، ولا تدخل الحجر في شيء من طوافك، فإذا قصدت الميزاب فقل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، اللهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب، والنجاة من العذاب، ثم تمشي وأنت تقول: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم، فإذا أتيت إلى الركن اليماني فقل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا برحمتك عذاب النار، واستلم الركن اليماني -إن قدرت على ذلك- وامسحه ولا تؤذ أحدا، ثم تمشي وأنت تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم، فإذا وصلت إلى ركن الحجر فاستلمه، وإلا فكبر حياله، ولا تؤذ أحدا ثم تقول عند الحجر: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، اللهم إني أسألك إيمانا، وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعا لسنتك، وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإذا فعلت ذلك سبع تطويفات وتممت* سبعة أشواط من الحجر إلى الحجر، خرجت من الطواف، وأت* زمزم فاشرب من مائها، وصب على رأسك الماء وقل: اللهم إني أسألك إيمانا تاما، ويقينا ثابتا، ودينا قيما، وعلما نافعا، وعملا صالحا، ورزقا حلالا واسعا، وشفاء من كل داء، ثم صل ركعتين خلف مقام إبراهيم أو حيث ما أمكنك من المسجد، فإذا قضيت الركعتين فأت ركن الحجر وقم حياله، واحمد الله وسبحه وهلل* وكبر وأثن عليه وصل* على النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات، وتسأله حوائجك لدنياك وآخرتك - ولا تطل- ثم امض إلى الصفا من باب الصفا -وهو بين الأسطوانتين المذهبتين- وقل: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، فإذا أتيت الصفا، فاصعد عليه بقدر ما تقابل الكعبة، ولا تعلون عليها -وقال قوم مقدار خمس درجات- ثم قل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر كبيرا*، والحمد لله حمدا كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله حمدا كثيرا، لا إله إلا الله، والله أكبر على ما هدانا وأولانا، والحمد لله على ما أعطانا، لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، لا إله إلا الله إلها واحدا، ونحن له مسلمون، لا إله إلا الله إلها واحدا، ونحن له عابدون، لا إله إلا الله إلها واحدا، ونحن له مخلصون، لا إله إلا الله إلها واحدا، فرادا صمدا أبديا، بديعا مبتدعا، لم يتخذ ربنا صاحبة ولا ولدا، لا إله إلا الله، أهل التهليل والتحميد والثناء الحسن المجيد، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، وله كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم تصلي على محمد النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات، ثم تقول: اللهم استعملنا بسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتوفنا على ملته، وأعذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، -تقول ذلك ثلاث مرات- ثم تنحدر من الصفا قاصدا إلى المروة، تمشي وأنت تقول: اللهم اجعل هذا المشي كفارة لكل ممشى كرهته مني، فإذا أتيت العلم، هرولت بين العلمين وأنت تقول: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، واهدنا الطريق الأقوم، إنك أنت الأعز الأكرم، وأنت الرب، وأنت الحكم، اللهم نجنا من النار، سراعا سالمين، ولا تخزنا يوم الدين، فإذا أتيت العلم مما يلي المروة، أمسكت عن الهرولة، ومشيت إلى المروة، وقلت كقولك حين هبطت من الصفا، فإذا أتيت المروة فاصعد عليها -بقدر ما تقابل الكعبة- ثم تدعو مثل دعائك على الصفا، تقول ذلك ثلاث مرات في كل شوط، تقول على الصفا ثلاث مرات ذلك الدعاء، فإذا أتممت سبعة أشواط من الصفا إلى المروة، وحلقت رأسك، فقد أحللت من عمرتك، وقد حل لك الحلال كله -إلا الصيد في الحرم فإنه حرام على المحلين والمحرمين- فإذا كان يوم التروية، وأردت الإحرام بالحج ، فادهن رأسك بدهن لا طيب فيه، ثم اغتسل إن أمكنك ذلك، وإلا أجزأك الوضوء، ثم البس ثوبي إحرامك، ثم ائت بالبيت فطف به سبعة أشواط، فصل ركعتين لإحرامك، وأكثر الفقهاء يقولون: يحرم من المسجد الذي يقال له مسجد الجن، ويقال مسجد الحرس، فصل ركعتين أينما أمكنك أمكنك فعلت جائز، ثم تقول بعدما تسلم من الركعتين: لبيك اللهم لبيك، بحجة تمامها وبلاغها عليك، تقول ذلك ثلاث مرات، ثم تقوم من مجلسك -متجاوزا إلى منى- وأنت تقول: اللهم إليك قصدت، وإياك أردت، فاعطني سؤلي، ويسر لي أمري، فإذا أتيت إلى منى فقل: اللهم هذه منى، وهي مما دللت عليه من المناس، فامنن علي فيها وفي غيرها، بما مننت به على أوليائك، وأهل طاعتك، وسل فيها خمس صلوات، صلاة الظهر والعصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء الآخرة وصلاة الغداة، ثم امض إلى عرفات، فإذا بلغت إلى محسر فقف حتى تطلع الشمس، ولا تجاوز منى إلا بعد طلوع الشمس، فإذا طلعت الشمس فامض إلى عرفات، وأنت في ذلك تلبي، ولا تقطع التلبية، فإذا أتيت عرفات فانزل بها، وقل: اللهم هذه عرفات، فاجمع لي فيها جوامع الخير كله، واصرف عني فيها جوامع الشر كله، وعرفني فيها ما عرفت أوليائك واقعد فيها وانزل بها، فإذا زالت الشمس فاغتسل بالماء -إن أمكنك ذلك- فإنه يستحب وإلا أجزأك الوضوء، ثم تصلي صلاة الظهر والعصر مع الإمام -إن أمكنك ذلك تصف خلف الإمام أو عن يمينه- فإذا قضيت الصلاة فقف مع الناس، وادع بما فتح الله لك، واجتهد في الدعاء والمسألة، وادع مثل دعائك على الصفا والمروة، وأكثر من قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم، واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وتسأله حوائجك كلها، وأكثر من المسألة والدعاء حتى تغرب الشمس، ويجب الإفطار، ثم امض من عرفات إلى المشعر الحرام، وأنت تقول: اللهم إليك أفضت وإياك قصدت، ومما عندك أردت، ومن عذابك أشفقت، فإذا أتيت جمعا فقل: اللهم هذه جمع فاجمع لي فيها جوامع الخير كله، واصرف عني فيها جوامع الشر كله، وعرفني فيها ما عرفت أولياءك وأهل طاعتك، وانزل بها وبت مع الناس، وهيئ مها سبعين حصاة، مثل حصى الخذف وتغسله، فإذا طلع الفجر فصل بغلس، ثم قف عند المشعر الحرام، فادع مثل دعائك على الصفا والمروة، واحمد الله وأثن عليه، وصل على محمد النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستغفر لذنبك، وللمؤمنين والمؤمنات، ثم أفض مع من جمع قبل طلوع الشمس - وأنت في ذلك تلبي، ولا تقطع التلبية- حتى تأتي جمرة العقبة، فإذا أتيت جمرة العقبة، فأمسك عن التلبية، وقل اللهم اهدني بالهدى، ووفقني للتقوى، وعافني في الآخرة والأولى، وتأتيها من تكبيرة، وتقول مع كل ...بطن الوادي، ثم ترميها بسبع حصيات، وتكبر مع كل حصاة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، وفي آخر حصاة تقول: ولله الحمد، فإذا فرغت من رميها، فقل: اللهم هؤلاء حصياتي، وأنت أحصى لهن مني، فتقبلهن عني، واجعلهن في الآخرة ذخرا لي، وأثبني عليهن غفرانك ورضوانك، ثم انصرف عنها من حيث جئت، ولا تقف عندها إذا رميتها، ثم ائتم منزلك فاذبح ذبيحتك، ثم احلق رأسك وقلم أظفارك، وإن أنت صليت ركعتين ثم ذبحت، فذلك يستحب وليس بواجب صلاة العيد بمنى، فإذا فرغت من ذبيحتك، وفرقت منها ما أمكنك، وحلقت وأخذت شعرك، وقلمت أظفارك، فقد حل لك الحلال كله إلا النساء والصيد، حتى تزور البيت، وأفضل ذلك أعجله، وامض إلى البيت للزيارة، فإذا أتيت البيت فقل: اللهم قد أعنتني على نسكي، فتقبله مني، وسلمه لي، فإذا أردت الطواف بالبيت، فقل كما قلت في عمرتك، على ما وصفت لك في العمرة، من التكبير والدعاء، ثم برزت إلى الصفا من باب الصفا، وفعلت كما وصفت لك في العمرة، فإذا فرغت من السعي، فقد حل لك الحلال كله من النساء، وغيره من اللباس والطيب، إلا صيد الحرم ، فإنه حرام على المحلين والمحرمين، فإذا أردت الخروج إلى منى بعد الزيارة، أخذت ما تحتاج إله من منزلك، مثل ثياب وطعام، واخرج إلى منى، ولا نبت بمكة، واقعد بمنى أيام التشريق، فقد حل لك الحلال كله، فأقم بها ثلاثة أيام بعد يوم النحر أيام التشريق، وترمي الجمار بعدما تزول الشمس، ولا ترمي الجمار إلا وأنت طاهر على وضوء، ويستحب ذلك، فابدأ بالجمرة التي تلي المشرق، فارمها بسبع حصيات، وتكبر مع كل تكبيرة فإذا فرغت من رميها، تقدمها استقبل البيت، وادع مثل دعائك على الصفا والمروة، وتفعل ذلك ثلاث مرات، ثم امض إلى الجمرة الوسطى، فاجعلها على يمينك، وارمها بسبع حصيات، وكبر مع كل حصاة تكبيرة، فإذا فرغت من رميها، فتقدمها على يسارك عند المسيل، وادع كما وصفت لك عند الأولى، ثم ائت جمرة العقبة فارمها من بطن الوادي، وتكبر مع كل حصاة تكبيرة، فإذا فرغت من رميها فانصرف من حيث جئت، ولا تقف عندها إذا رميتها، ثم تفعل ذلك أيام التشريق، فإذا فرغت من رميك يوم الثالث أو يوم الثاني، إن أردت أن تعجل في يومين، رح مع الناس إلى مكة فأقم فيها ما بدا لك، وأكثر من الطواف، فإذا أردت أن ترجع إلى بلادك فطف بالبيت سبعة أشواط، ثم صل ركعتين في مقام إبراهيم، ثم ائت زمزم فاشرب من مائها، وصب على رأسك، وقل ما وصفت لك عند العمرة، وكذلك تفعل عند الزيارة من الدعاء، ثم ارجع فقف بين الباب وبين الحجر الأسود، فاعتمد بيدك اليمنى على أسكفة الباب*
Shafi 107