حيث تبلغ يدك اليمنى، ويدك اليسرى قابضة أستار الكعبة، ثم ألزق بطنك بجدار الكعبة، فادع وإلا فقم حياله، وادع بما فتح الله لك من الدعاء، وقل عند ذلك: اللهم لك حججنا، وبك آمنا، ولك أسلمنا، وعليك توكلنا، وبك وثقنا، وإياك دعونا فتقبل نسكنا، واغفر ذنوبنا، واستعملنا بطاعتك، اللهم إنا نستودعك ديننا وإيماننا وسرائرنا، وخواتم أعمالنا، وصل على محمد - صلى الله عليه وسلم - اقلبنا منقلب المدركين رجاءهم، المحطوط خطاياهم، الممحوة سيئاتهم المطهرة قلوبهم، منقلب من لا يعصى لك بعدها أمرا، ولا يحمل لك وزرا، منقلب من أعمرت بذكرك لسانه، وزكيت بزكاتك نفسه، وأدمعت من مخافتك عينه، اللهم إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، حملتني على دابتك، وسيرتني في بلادك، حتى أقدمتني حرمك وأمنك، فقد رجوت بحسن ظني أن تكون قد غفرت لي، فإن كنت قد غفرت لي فازدد عني رضا، وقربني إليك زلفى، وإن كنت لم تغفر لبي فامنن الآن علي، قبل أن أبتعد من بيتك الحرام، فهذا أوان انصرافي، غير راغب عنك ولا عن بيتك، ولا مستبدل بك ولا ببيتك، اللهم لا تجعل هذا آخر العهد مني ببيتك الحرام، واغفر لي وارحمني إنك أنت أرحم الراحمين، ولا تنزع رحمتك عني اللهم، فإذا أقدمتني إلى أهلي فاكفني مئونة ومئونة عيالي، ومئونة خلقك، فإنك أنت أولى بخلقك مني، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، في الأهل والمال والولد، تائبون آيبون عابدون لربنا حامدون، وإلى ربنا راغبون، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم اخرج إذا ودعت، ولا تبع ولا تشتر بعد الوداع، ومر وأنت محزون على فراق البيت، والله أعلم بالصواب.
Shafi 108