في ذكر صلاة كسوف الشمس والقمر وروي عن النبي - عليه السلام - أن الشمس انكسفت يوم موت إبراهيم فقال الناس أصيبت الشمس لموت إبراهيم، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام وصلى ركعتين جماعة، وأطال فيهما القيام والقراءة فلما قضى الصلاة خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: »يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لأحد من خلفه، ولكن يذكر بذلك عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وارغبوا لله إلى أن ينجلي« (أيهما انكسف) معنى الرواية ليس الإسناد بعينة، واختلف الناس في ذلك، فمنهم من قال: إن كليهما يصلى جماعة، وقال قوم القمر فرادى والشمس جماعة، وفي آثار أهل عمان أن الشمس تصلى فرادى والقمر يصلى جماعة، إذا أصيب، وأقول إنهما آيتان من آيات الله كما قال في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصلاة الجماعة عند كسوفهما جائزة وسنة وفضيلة.
الباب الواحد والأربعون
Shafi 74