قانة (١٥) وهكذا أراد مصطفى أن يثير ضدي طموح الأول الزائف وغيظ الآخر المكين.
وقام ابراهيم وفرحات بإعلان الحرب علي، فوجهت لهما بوعزيز وبعض الجند ثم انتقلت للقائهما شخصيا، فهزمتها هزيمة شنعاء وأرغمتهما على الفرار (١٦). أما فرحات، فقد انسحب إلى أولاد جلال حيث راح يواصل معاداته لي، وظل يمارس نوعا من السلطة على قبائل وادي جدي.
وأما ابراهيم، فإنه تمكن من اللجوء إلى تونس وبعد ذلك رجع إلى عنابة، فبدأ أولا وكأنه ارتبط ارتباطا متينا بالفرنسيين الذين لم يكن وضعهم فيها قد تعزز حينئذ. إلا أنه سرعان ما راح يحث همم المسلمين، ويؤلبهم ضد الكافرين وثور السكان، فأرغموا الفرنسيين على مغادرة المدينة، واستقر هو في قصبة الساحة المشرفة
_________
(١٥) - لقد ظل التنافس قائما بين عائلتي بوعكاز وابن قانه يدمي الجنوب ردحا طويلا من الزمن.
(١٦) - يذكر صالح العنتري أن أحمد باي قام بحملتين ضد ابراهيم، احداهما في ناحية سطيف والأخرى في الصحراء. واننا لنجد في كتاب بوعزيز المذكور، ص: ٤١ وصفا مطنبا للعمليات التي جرت في الصحراء.
1 / 26