وقالت الأرملة، وهو ما كان منتظرا أن تقوله: «يا إلهي!»
وكانت طريقة توم في التمهيد للحديث غير مألوفة، إن لم نقل أدعى إلى إثارة الدهشة والذهول، ولكن يجب أن نراعي عاملا له أثره، وهو أنه لم تكن عينه قد وقعت عليها قبل الليلة البارحة.
ومضى توم يقول: «إنني لا أحب الملق، بل أمقته وأسخر منه يا سيدتي، إنك حقا جديرة بزوج يستحق أشد الإعجاب، وسوف يكون السعيد الموفق، كائنا من يكون.»
وفيما كان توم يقول ذلك، انطلقت عينه على غير إرادة منه، تنتقل هائمة بين وجه الأرملة، وتلك الخيرات المحيطة به من كل ناحية.
وبدت الأرملة أكثر حيرة وارتباكا مما كانت من قبل، وهمت بالنهوض، ولكنه ضغط يدها برفق كأنما أراد أن يحتجزها، فلبثت في مجلسها، والأرامل أيها السادة لسن بالخوافات، كما اعتاد عمي أن يقول.
وقالت ربة البيت الغضة البضة في شبه ضحكة: «إنني على يقين أنني مدينة لك كثيرا يا سيدي لحسن رأيك، وإذا قدر لي يوما أن أتزوج مرة أخرى ...»
وقاطعها توم سمارت، وهو ينظر بخبث شديد من الطرف الأيمن لعينه اليسرى: «أتقولين إذا؟»
قالت وهي ضاحكة ضحكة كاملة في هذه المرة: «والله إني لأرجو حين أفعل ذلك أن يكون لي زوج كالذي وصفته.»
وقال توم: «جنكنز مثلا؟»
وصاحت الأرملة: «يا إلهي يا سيدي!»
Shafi da ba'a sani ba